ليس جديدا ما حصل في روما من إرسال طرود ملغومة إلى بعض السفارات، خاصة أن الجهة التي نفذت ما جرى في السفارتين السويسرية والتشيلية لم تعرف بعد، وإن كانت بعض التوجهات بدأت تميل إلى اتهام جهات بعينها، دون أن تخفي الربط بين ما جرى في ستوكهولم في 11 الجاري وما يحصل في العاصمة الإيطالية.
فمع نهاية كل عام تسود المدن والعواصم الأوروبية موجة من الهستيريا، لم يستطع المتتبعون لها تحديد دوافعها، إلا أنه في المرحلة الراهنة، وما جرى في إيطاليا يمكن إعادته إلى أمرين اثنين، أولهما ما له علاقة بالوضع الاقتصادي المضطرب الذي تمر به منطقة اليورو، والانهيارات التي حلت ببعض دولها، وثانيهما الوضع الداخلي الإيطالي، ومسلسل الفضائح الذي يلاحق رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني الذي دفع بابنته باربارا إلى القول إنها أصبحت تخجل من سيرة والدها.
إذ كيف يمكن لرجل سياسي يقود إحدى الدول الهامة في العالم أن يعطي هذا القدر من وقته لأهوائه الخاصة، فيما تتنقل بلاده من أزمة إلى أخرى، غير آبه بالمستجدات التي قد تطرأ.
وكلام باربارا الابنة لم يأت من فراغ، فالزعيم الإيطالي أحاط نفسه بشلة من الحسناوات اللاتي أصبحت إحداهن وزيرة في حكومته، وهو ما قد يسجل في سيرة الزعيم الشخصية والذي قد يقف عائقا في طريقه السياسي إذا ما فكر مرة أخرى في خوض غمار فن الممكن.