من بين 136 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة والحماية الإنسانية في عام 2018، يقدر أن 34 مليونا هم من النساء في سن الإنجاب و5 ملايين من الحوامل.
وتُبيِّن هذه الإحصاءات حقيقة النساء الحوامل الفارات من مناطق الصراع واللاتي ليس لديهن خيار سوى الولادة في ظروف سيئة لا يمكن تصورها، والفتيات المراهقات اللاتي فقدن بيوتهن ويعشن في مخيمات ويواجهن حالة طقس متطرفة، وأصبحن هدفا للعنف الجنسي، دون الحصول على وسائل منع الحمل الحديثة.
من المتوقع أن ينفق الأميركيون في «عيد الأم» 23.1 مليار دولار على الزهور والبطاقات والهدايا الأخرى، أي أكثر بمعدل 23 ضعفا من ميزانية التشغيل السنوية لصندوق الأمم المتحدة للسكان، وهو أكبر مزوِّد عالمي في مجال المساعدات الإنسانية الطارئة لخدمات رعاية الأمومة والطفولة. ويقدر الصندوق أن أكثر من 500 فتاة وامرأة يَمُتْن كل يوم في مختلف أنحاء العالم بسبب المضاعفات الناجمة عن الحمل والولادة. وقد تحدُث ثلاث من بين كل خمس وفيات للأمهات في مناطق النزاع أو النزوح أو الكوارث الطبيعية. وإذا أردنا حقا أن نحتفل بالأمومة هذا العام، فيجب علينا أن ندافع عن التمويل لصحة هؤلاء الفتيات والنساء.
في العام الماضي، بعد تاريخ من الدعم الرائد لصندوق الأمم المتحدة للسكان، اختارت الإدارة الأميركية الحالية وقف دعم الصندوق، وخفض التمويل من الاستجابة الإنسانية المنقذة للحياة في أماكن مثل سورية واليمن والعراق، وكان ذلك قرارا خطيرا.
وكثيرا ما تكون المنظمة هي الأولى، وفي بعض الحالات المزوِّد الوحيد للرعاية الصحية للنساء في الأزمات الإنسانية، التي وصلت إلى أكثر من 10 ملايين فتاة وامرأة في 53 بلدا في العام الماضي مع فحوص الحمل، وخدمات الولادة المأمونة، وتنظيم الأسرة، وخدمات الوقاية من فيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، والمشورة المتعلقة بمكافحة العنف الجنسي وغير ذلك.
وبينما يُشكل الغذاء والماء والمأوى عناصر حيوية للاستجابة الإنسانية، فإن الخدمات الصحية للمرأة لا تقل حيوية. لا يزال هناك الكثير من الوصمة المرتبطة بالاحتياجات الصحية الأساسية للمرأة، ويجب ألا تختفي هذه الاحتياجات الأساسية في حالات الطوارئ. وبينما يستمر النزاع بشأن تغيُّر المُناخ في زيادة الاحتياجات، فإننا نحتاج إلى التأكد من أن الصندوق وشركاءه الآخرين في المجال الإنساني، مثل جمعية المعونة الصحية الأردنية، سيقوم بتقديم الموارد التي تحتاجها المساعدة.
إن الاستثمار في صحة الفتيات والنساء وحقوقهن -وتمكينهن من التخطيط لمستقبلهن وعائلاتهن- يحقق عائدات مباشرة للولايات المتحدة والمجتمع العالمي بأسره. كما أنه يولد أثرا مضاعفا لفتيات ونساء أصحاء، بل ويجعل المجتمعات والأمم أكثر استقرارا.
ففي «يوم الأم»، ونحن نحتفل بالأمهات في جميع أنحاء العالم، دعونا نتحدث أيضا لدعمهن في حالات الطوارئ الإنسانية. ويجب على المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، تقديم المزيد لحماية صحة وحياة الأمهات وبناتهن.

كاتي كالفين الرئيسة والمديرة التنفيذية لمؤسسة الأمم المتحدة - مجلة (تـايـم) – الأميركي