سارة غريللو*
لقد ظلت الصين بعيدة عن الصراعات الإقليمية في الشرق الأوسط منذ عقود، لكن مع خططها الضخمة للبنية التحتية الدولية تعمل بكين في النهاية على زيادة مشاركتها في المنطقة، وهي مصممة على كسب النفوذ. وإذا نجح الأمر فسيكون السبب الرئيسي هو أن الصين لم تنحز إلى جانب أو تصنع لها أعداء في الشرق الأوسط.
تقول باربرا سلافين، التي تقود مبادرة مستقبل إيران في مجلس الأطلنطي، إن دول الشرق الأوسط مهتمة برؤية ما يمكن أن تفعله الصين، ومع ذلك فإنها قد تكون أكثر موثوقية بالرئيس الصيني شي جين بينغ من الرئيس الأميركي دونالد ترمب.
وفي ظل قيادة شي بينغ، تستثمر الصين الأموال ورأس المال البشري في الشرق الأوسط. ويعمل الصينيون على إنشاء مراكز فكرية جديدة تركز على العالم العربي، وتقدم منحا دراسية لتدريب اللغة. وفتح رجال الأعمال الصينيون المصانع المستقرة وفي المنطقة، كما أن لديها مشروعا رئيسيا يتمثل في مبادرة البنية التحتية «للطريق والحزام» الذي وصفته بكين بأنه أداة لدمج آسيا الوسطى مع الشرق الأوسط.
ولقد سعت الصين أيضا إلى أن تكون الإمارات العربية المتحدة شريكا رئيسيا لها في تطوير البنية التحتية الإقليمية. ويقول المحلل السابق في وكالة المخابرات المركزية الصينية، كريس جونسون، وهو الآن في مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية: «ترى الصين أن الإمارات دولة مؤثرة على الرغم من صغرها».
يقول دان بلومنتال، من معهد أميركان إنتربرايز: في العقد الماضي أجرت الصين حملة عالمية لمكافحة القرصنة بزيادة تواجدها البحري في المنطقة، وطوّرت علاقاتها مع دول الخليج بشكل مطرد من أجل أغراض لوجستية، وتزويد بالوقود كجزء من جهود مكافحة القرصنة، وبلغت تلك العلاقات ذروتها في بناء قاعدة عسكرية كاملة في جيبوتي. وفي وقت سابق من مايو الجاري أطلقت الصين أشعة ليزر من الدرجة العسكرية على الطائرات الحربية الأميركية من قاعدة جيبوتي.
ويقول دان بلومنتال: «لا تزال الصين متسابقا حرا. وإنها لم تتخذ قرارا صعبا أبدا... لقد لعبت على جانبي الانقسام بين إيران ودول الخليج، ولم تكن لديها أياد قذرة في سورية». وكتبت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينج بوست» أن الصين استخدمت ستة من حق النقض (الفيتو) الـ11 التي استخدمها مجلس الأمن الدولي منذ عام 1971 كانت بشأن قرارات تتعلق بسورية.
كاتبة صحفية بمجلة (إكسيوس) – الأميركية