الفريق الأول لكرة القدم بنادي الفيصلي نموذج فريد في خارطة الكبار، يجسد المعنى الحقيقي للاحتراف، ويتبادر للوهلة الأولى أن هذا النادي أوروبيا عطفا على آلية التنظيم الداخلي ماليا وإداريا، ظفر بمكتسبات ملموسة مقابل ضخ أموال لا تتوازى مع تلك الإنجازات بما يسمى ماليا الربح يفوق الصرف، على عكس الكثير من الأندية التي تنفق أرقاما فلكية وربما لم تصل للمنجز الذي حققه الفيصلي. ولا شك أن السياسة التي تتخذها إدارة العنابي بقيادة فهد المدلج تحاكي الرؤية المقبلة بتسيير الأندية على قدر الدخل، ولا يمكن تحميل الميزانية فوق كاهلها، تلك الحقيقة وضعت سفير سدير خارج طائلة الديون وبذات الوقت سيرته مع ركب الكبار في الدوري، ويقف على القمة في منافسات خادم الحرمين الشريفين، وسيخوض مواجهة صعبة المراس أمام العتيد الاتحاد موازينها الفنية متساوية إذا تجاهلنا التاريخ الذي يصب لمصلحة العميد، لكن المنطق يؤكد أن اجترار الماضي قد لا يعطي الفوارق وسط الميدان، بدليل أن الفيصلي أزاح الأهلي الذي يعد حاليا الأكثر تميزا على صعيد العناصر والعطاء رغم مجانبة الإنجازات محليا في هذا الموسم، لكن واجهته تجلت بكل وضوح في المشوار الخارجي وبات الأكثر حضورا.
خلاصة القول : الفيصلي قادر على تحقيق الكأس الغالية قياسا بإمكاناته العناصرية والترتيبات الإدارية المنظمة داخل أروقته، وربما يخفى على الكثير أنه النادي الوحيد الذي تدار فيه غرفة عمليات لاستكشاف المواهب واللاعبين الأجانب تتواجد داخل أسواره وتحاك بفكر متوقد من أمين عام النادي مساعد المويس، ونائب الرئيس عبدالله الضاوي، إلى جانب الطاقم الفني، وهذا مكمن نجاح صفقات النادي.
الفيصلي على عتبة مجد جديد، ولن تكون المفاجأة إذا ظفر بالكأس الذي سيكون أثمن مكتسب في تاريخه وتتويج للعمل الجبار من رجالاته، وإذا حقق الاتحاد اللقب فلن يكون هناك جديد؛ لأن التاريخ يجير له إنجازات معتبرة.
فتحية للعملاقين، وألف تحية لمن يرسم خارطة النجاح بإدارة الناديين رغم تباين الظروف الصعبة.