منى حمزة

الحب في مجتمعاتنا أصبح مقيدا بعيد العشاق أو الفالنتاين، فيقام هذا العيد في الـ14 من فبراير من كل عام وفيه يظهر الحب المدخر، حيث تقدم في هذا العيد الهدايا والورود.
في الحقيقة الحب ليس له مكان ولا زمان، فالحب الحقيقي يكون مفعوله طوال العمر، فلماذا نقيد حبنا بعيد الفالنتاين مثلا، لأن المحبة الحقيقية هي روح الحياة، والحياة بلا حب هي حياة بلا طعم كالماء المتكدر، والحب لا يقتصر على العشاق، بل حب الوالدين، وحب الأهل والأخوات، وحب الزوج لزوجته والعكس، وحب الأولاد، فإذا كنت تحب أمك مثلا فاظهر لها حبك ليس في الفالنتاين وحسب، بل في العام كله، وليس شرطا أن تقدم هدية ما، فقد يكون وراءها غرابيب سود، فالطاعة حب، والتضحية حب، والحب ليس شرطا أن يكون أحمر، أو له لون معين، إذ إن محله القلب، فإذا أردت أن تظهر حبك لشخص فأظهر له ذلك بلا قيود أو شروط، لأن الحب ليس بالكلام وليس بالهدايا وإنما بالأفعال.
ومن جهة.. فالإسلام لا يمنع دخول الفرح والسرور على المسلمين، والدليل على ذلك أنه يحثنا على التبسم في وجه أخيك ومشاركته في أفراحه والعفو عنه إذا أخطا.
في الفالنتاين يحتفل بعض الشباب والمراهقين بالحب، وتشهد الأسواق انتعاشا هائلا بسبب شراء الهدايا والحلويات والورود الحمراء، وهو ما تحرمه بعض الفتاوى الدينية، ويعتبره بعض الشيوخ بدعة ليس لهُ أساس في الشريعة الإسلامية.
ومن ممارسات العشاق في الفالنتاين المعروفة وأشهرها تقديم الهدايا والورود الحمراء وبطاقات التهنئة وتبادل كلمات الحب والعشق.
فلا تجعلوا أيتها السيدات الرجال يضحكون عليكن بهدية واحدة في العام بحجة عيد الحب، فماذا ستفعلن فيما تبقى من العام؟
الحب الصادق هو الحب بلا زمان وبلا مكان، بل حب على مر الزمان.