ثمة بعض المستويات من الوعي لا تصدمك فقط بل تُهشمك تهشيماً.
ثمة بعض المستويات من الوعي لا تصدمك فقط بل تُهشمك تهشيماً، فقد لفتني الصديق إبراهيم السحيباني من خلال تويتر أمس إلى بعض التعليقات على مقالي عن 6:30 صباحاً فقال: تركي الدخيل يكتب عن مجموعة إيجابية وبعض التعليقات تناقش أصول المجموعة... سلامات!
مؤلم أن تتحدث عن مجموعة صباحية تبتكرها مجموعة من الشباب فيقضي المعلقون وقتهم في مناقشة أصول أعضاء المجموعة، وكأن المعلقين المنشغلين بالأصول، يقولون لنا: إيجابية مين يا هووه خلونا نتأكد من أصول الإيجابيين أولاً!، أو: بلا إيجابية... بلا هم!
كانت العرب تقول: فر من المجذوم فرارك من الأسد، وأقول: فرّ من السلبي فرارك من المجذوم. وقد تذكرت ذلك، عندما قرأت من يعلق على المجموعة بالقول: قهوة مين يا أبو الشباب، ورانا دوامات!
من يسمع كلام صاحبنا، يظنه يابانيا يمنح بلاده ساعة دوام من أجل الوطن إضافة إلى ثمان ساعات عمل حقيقية! لم يقل أحد إن المفروض أن تقضي أكثر من نصف ساعة في مكان يجعلك لا تدخل عملك ونفسك في راس خشمك.
قال أبو عبدالله غفر الله له: تعاطي البعض مع الأفكار يذكرني بالمثل الشعبي الساخر: أقول له: تيس.. يقول لي: أحلبه!
كان خطأ أفضل من صواب أن أنقل عنوان المقال لبعض الأصدقاء:(6:30 صياحاً)، بدلا من صباحاً، فبعض التعليقات تجعلك تود الصياح حزنا على أصحابها، لا حزنا على نفسك، فالدنيا تسع الجميع؛ الإيجابي والسلبي، من يبحث عن حل ومن يبحث عن مشكلة، من يبني ومن يهدم، ولن يشغلنا كثيرا قول الشاعر العربي الأول:
متى يبلغ البنيان يوماً تمامه
إذا كنت تبنيه وغيرك يهدمُ؟!