في حوار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان مع مجلة التايم الأميركية تطرق المحاور لموضوع الوهابيين والوهابية، وكان جواب ولي العهد: «مَن هو الوهابي؟ ينبغي عليك أن تشرح مَن الوهابي؟! لأنه لا يوجد شيء يُعرف بالوهابي، وأن هذه عبارة عن أحد أفكار المتطرفين بعد عام 79؛ وذلك لإدخال العامل الوهابي لكي يكون السعوديون جزءًا من شيء لا ينتمون له. لذا أحتاج شخصًا يشرح لي ما هي تعاليم الوهابية. لا يوجد شيء يُسمى بالوهابي. لدينا في السعودية طائفتان؛ السنية والشيعية، ولدينا أربع مدارس فكرية سنية، كما أن لدينا مدارس فكرية شيعية كثيرة، وهم يعيشون حياة طبيعية في السعودية. فهم يعيشون باعتبارهم سعوديين في السعودية. وقوانيننا مشتقة من القرآن وممارسات النبي، وهذه القوانين لا تُحِدد أي طائفة أو مدرسة فكرية بعينها».
ولعل مصطلح الوهابية أعادني إلى مقال كتبه الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- عندما كان أميرًا للرياض ونشر بجريدة الحياة في 28 /‏4 /‏2010 رقم العدد 17190 حيث قال -يحفظه الله-: «إن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- التي أيَّدها وناصرها الإمام المؤسس محمد بن سعود -رحمه الله- واستمر على ذلك أبناؤه وأحفاده إلى يومنا هذا -إنما هي دعوة للعودة إلى مبادئ الدين الإسلامي كما جاءت في الكتاب والسنة النبوية الشريفة، وبإمكان أي منصف أن يطلع على رسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب وكتاباته، ليتبيَّن له عدم وجود جديد في تلك الدعوة يخالف الكتاب والسنة ويخالف منهج السلف، وما هي إلا دعوة إلى العودة إلى الأصول الصحيحة للعقيدة الإسلامية الصافية التي هي أساسها ومنطلقها. والقول بأن وصفها بالوهابية هو شيء طبيعي ليس صحيحًا؛ لأن أساس تلك التسمية في الغالب انطلق لأجل التشويه والإساءة».
وأضاف في موضع آخر من المقال: «إن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب ليست منهجًا جديدًا وليست فكرًا جديدًا، وأكرر هنا المناداة بأن مَن يستطيع أن يجد في كتابات الشيخ ورسائله أي خروج على الكتاب والسنة وأعمال السلف الصالح فعليه أن يبرزه ويواجهنا به؛ لذا أدعو الكُتّاب والباحثين إلى عدم الانسياق وراء مَن ينادي بالوقوع في فخ مصطلح «الوهابية»؛ وأنه مجرد مصطلح، بينما يتناسى هؤلاء الهدف الحقيقي من وراء نشر هذا المصطلح للإساءة إلى دعوة سلفية صحيحة ونقية، ليس فيها مضامين تختلف عما جاء في القرآن الكريم وما أمر به نبيه محمد، بخاصة أن هذا التشويه جاء من جهات متعددة لا يروق لها ما تقوم به تلك الدعوة الصافية من جهة، وما أدت إليه من قيام دولة إسلامية تقوم على الدين أولًا وتحفظ حقوق الناس وتخدم الحرمين الشريفين، وهي الدولة السعودية التي مكَّنها الله في هذه البلاد لتخدم المسلمين جميعًا، وتحافظ على هذا الدين؛ لأنها قامت على أساسه ولا تزال».
 محاولة تشويه دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب قادها رؤساء دول؛ كالرئيس الليبي السابق معمر القذافي، والرئيس التركي إردوغان، وقيادات النظام الإيراني؛ حيث نشر وزير الخارجية الإيراني مقالًا في «نيويورك تايمز» الأميركية في منتصف سبتمبر 2016 بعنوان «لنُخلص العالم من الوهابية». وتداعى لهذه الحملة مجموعة من المثقفين والمفكرين والكتاب العرب بتمويل من النظام الإيراني، وبعض الأنظمة العربية التي تضمر العداء لبلاد الحرمين الشريفين، والتي تعمل على تكريس مصطلح الوهابية والوهابيين، وتعمل بحملات منظمة لتشويه الدعوة ووصفها بالمتشددة والمتطرفة من خلال الكتب والمقالات والبرامج والندوات، ولكن لا يصح إلا الصحيح، فزيفهم تعرى وأنظمة التمويل سقط بعضها، والآخر وقع في فخ إيديولوجية نظامه الإرهابي، والمرتزقة الحاقدون على السعودية بصق التاريخ على وجوههم، بينما استمرت السعودية بدعوتها السلفية النقية شامخة عالية مزدهرة ومستقرة بإذن الله.