المدرسة هي المكان المناسب لبناء جيل صحي واعٍ، وكثير من دول العالم تطلق مبادرات صحية مدرسية، ومن أبرز هذه المبادرات تم إطلاقها في الولايات المتحدة الأميركية، وكانت المبادرة تحت عنوان جعل الصحة أكاديمية، ومثل هذه المبادرات تعزز من فكرة الصحة أسلوب حياة منذ دخولهم للمدرسة.
الآن مر على انتقال الصحة المدرسية لدينا في المملكة من وزارة التعليم إلى وزارة الصحة ما يقارب السنتين، وبادرت وزارة الصحة بإنشاء إدارة الصحة المدرسية، ولكن هل حققت الحد الأدنى من التواجد الصحي في المدارس؟ هل قامت بعمل دراسات إحصائية لأعداد الطلبة المصابين بأمراض مزمنة؟ هل أعدت لائحة صحية مدرسية لتعزيز الصحة في المدارس؟
نعلم بأن الطالب يقضي نصف يومه في المدرسة، ونعلم جيدا بأن للمدرسة تأثيرا رئيسيا في صحة الطفل، ووجود الخدمة الصحية في كل مدرسة سيسهم في التقليل من السلوكيات الصحية الخاطئة، والتحكم بالأمراض المعدية بشكل أسرع.
ما حدث في مدارس مكة من انتشار مرض الجرب وتفشيها بطريقة سريعة هو مؤشر قوي على إهمال الصحة المدرسية، وعدم الالتفات، ورب ضارة نافعة، حتى تتحرك وزارة الصحة لتفعيل دور الصحة المدرسية بشكل صحيح، وتبدأ في توفير ممرض لكل 800 طالب على الأقل، إذا كانت الوزارة لا تستطيع تحمل عبء الصحة المدرسية، وهذا ما نلمسه حاليا، فستتعثر كثيرا في بناء مجتمع صحي.