الرياض: خالد الصالح


سرد رجال إعلام وكُتاب ومثقفون، أمس، ضمن البرنامج الثقافي للجنادرية، قصصا ونجاحات أحد أبرز القامات الإعلامية السعودية المؤثرة على المستوى المحلي والعربي، الراحل تركي السديري -يرحمه الله- رئيس تحرير صحيفة «الرياض» السابق، والذي كرّم خلال الدورة الحالية للمهرجان بوسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى.
وأكد رئيس تحرير صحيفة الرياض، فهد العبدالكريم، خلال إدارته الندوة، أن الراحل كان «أحد أهم رجال الإعلام، فقد كان صحفيا شاملا، كتب في الرياضة والأدب والسياسة والاجتماع والثقافة، وفي كل تلك المجالات كان يكتب بنكهة خاصة ومنفردة عن البقية»، لافتا إلى أن الراحل صنع لنفسه قاموس مفردات خاص، يستخدم مفرداته بطريقة عبقرية مدهشة، بتركيبات لغوية لافتة في مقالاته، كما تخرّج على يديه أجيال من الصحفيين السعوديين.
العبقري اليتيم
بيّن نجل الراحل، مازن السديري، أن والده كان رجلا بسيطا ويتيما، نشأ في قرية الغاط مع والدته القوية والمثقفة، في جيل لم يكن يعرف القراءة والكتابة، مبينا أنه واجه صعوبات كبيرة في صغره، إلا أن زوجته اعتنت به جدا، وساعدته على المعرفة وحب القراءة، ثم تبناه في سنوات لاحقة أخوه الأكبر محمد السديري -يرحمه الله- الذي كان حريصا على تعريفة بكل الأدبيات، وأن يكون مطلعا على كل الثقافات.
بدوره، تمنى رئيس تحرير صحيفة عكاظ السابق الدكتور هاشم عبده هاشم، أن يكون الراحل تركي السديري موجودا هذه الأيام، ليرى ماذا قدم له وطنه، ويطلع على التقدير الملكي المميز الذي حظي به، لافتا إلى أنه شكّل انعطافة حقيقية في الإعلام السعودية عامة، والصحافة الورقية خاصة، لأنه مثّل المرحلة الرابعة من مراحل نشوء وتطور الصحافة في المملكة، وهي مرحلة النضج للمهنة.

صحافة حية
شدد هاشم على أن السديري أسس صحافة حيّة ومتطورة، واعتنى بعد ذلك بتبويب المضمون الصحفي، وتنوع هذا المضمون، وأسس لجيل من الصحفيين الشباب، وأعطى المرأة أول مسمى وظيفي في الصحف، بعد تعيينه مديرة للتحرير، كما أسس صحافة على معايير علمية وثقافية.

كاريكاتير وقسم نسائي
لفت الكاتب الصحفي يوسف الكويليت، إلى أن السديري بدأ بكتابة القصة القصيرة، ثم الكتابة الرياضية، وكان متأثرا بثقافات عدة، وكان يفضل دوما طه حسين الذي عدّه أحد عمالقة الفكر والأدب، مشددا على أن السديري كان أول من أدخل الكاريكاتير إلى الصحف، كما أدخل قصص ومواد صحفية من القسم النسائي، وسط معارضة هائلة من المحافظين.