في هوليوود عاصمة الفن العالمية حيث الممثلات الجميلات المدللات من العالم كله، كانت هناك مجموعة تعرضت للعنف والتحرش من رجل واحد، ولم تجرؤ واحدة منهن على فتح فمها وإخبار زملائها على الأقل أن هذا المنتج الكبير وأحد رؤوس صناعة الأفلام كان يخدعهن لإدخالهن مكتبه أو غرفته، ثم يستخدم قوته في معاملتهن لفرض علاقة معه عليهن.
لماذا صمتن؟ كان السؤال الأهم، لكن إجابته لم تكن مهمة فقط، ولكن مؤلمة أيضا هؤلاء النجمات صمتن لأنهن يخشين اللوم والوصف بالغباء وتحميلهن ذنب التواجد مع رجل وحده ووضع ألف عذر له بسبب ذنبهن الأعظم الجمال والثقة في إنسانية رجل متزوج ويدير عملهن.
على كل حال كلما جد جديد في قضية المنتج هارفي وينستون نتساءل نحن الآباء والأمهات إذا صمتت هؤلاء الفنانات عن هذا الأذى العميق كيف لا تصمت آنسات صغيرات نشاهد قصص استعبادهن وابتزازهن كل يوم في الصحف.
هل وصل طغيان لوم الضحية في مجتمعنا حتى صارت هؤلاء الصغيرات يتوقعنه من أقرب الناس إليهن الوالد والوالدة، فتركن هذا الأذى يستمر لسنوات ولم يعد يشبعه الجسد الضعيف فبدأ بفرض الإتاوات والابتزاز المادي.
قبل سنوات سألت معلمتي حياة الجحدلي وهي أم لبنات كيف تتعامل مع قلوبهن؟ كيف تفهمها كيف تجد طريقة ليتحدثن إليها لتكون أول من يعلم لا آخر من يعلم.
قالت عندما يأتين إليك سيكن متحمسات للحديث سيقلن أي شيء فقط استمعي دون أن تسمحي لتعابير وجهك بقول شيء تذكري أي غضب، احتقار أو حكم سيجعلها تصمت ولن تكمل وستكونين آخر من يعلم وبعد أن تقول كل شيء اذهبي لغرفتك وحددي خطتك للمعالجة.
بلغة أخرى منح الفتاة الأمان عندما تتحدث، الأمان من التأنيب واللوم أو إصدار الأحكام عليها ووصفها بالمخطئة سيمنحها الفرصة لاعتبار الوالدين جزءا من الحل وليسا جزء من المشكلة، لن تخشى يدا تصفعها بل ستتوقع يدا تساندها، وعندما تتلقى ابتزازا ستكونين أول من يعلم.