قام ولي العهد أثناء زيارته لبوسطن بتوقيع سبع اتفاقيات تعاون وشراكات في مجالات الهندسة والطب والفيزياء والطاقة وتطوير المنتجات البحثية. وسيكون لذلك أثر إيجابي في دعم الاقتصاد
زيارة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأميركية تحمل أهدافا في غاية الأهمية، والعديد من الملفات الساخنة، ولكن ما يهمني في هذا المقال هو تسليط الضوء على بعض تفاصيل جدول زياراته الذي نرى من خلاله مدى اهتمامه بتنمية التعليم والاقتصاد الوطني، وخطواته الواثقة لهندسة مستقبل المملكة العربية السعودية الواعد.
في البداية نلاحظ اهتمام سموه بجامعة «إم آي تي» الأميركية، أو جامعة «معهد ماساتشوستس للتقنية» هذه الجامعة التي تأسست عام 1861، في مدينة كامبريدج بولاية ماساتشوستس، وتعتبر الجامعة في المركز الأول عالميا للعام «2016-2017»، وعمل فيها العديد من العلماء الكبار مثل نوربرت فينر، ولديها العديد من التخصصات الهامة مثل تخصص هندسة الطب الحيوي.
رغم أن الجامعة تمول ذاتها بملايين الدولارات عبر أوقافها العقارية الشاسعة وليست بحاجة إلى علاقات أو مجاملات لمكانتها العلمية الكبيرة جدا، وإجراءاتها الانتقائية المشددة لاختيار الطلاب وحتى الزوار، إلا أنها شرعت أبوابها لمحمد بن سلمان والوفد المرافق معه أثناء زيارته للجامعة، وشهدت توقيع 4 اتفاقيات بين الجامعة وشركتي أرامكو وسابك وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، ومدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وسنرى نتائج مشجعة وجميلة في المستقبل إثر هذه الاتفاقيات مع أقوى جامعة على وجه الأرض، والتي لن يخسر من يمد يده للتعاون معها في مجال البحوث والعلوم.
وقام سموه بزيارة جامعة هارفارد الغنية عن التعريف، واستعرض معهم أوجه التعاون وفرص تطويرها، خاصة في الأبحاث المتقدمة بمجالات ريادة الأعمال وهندسة النظم وتطوير أساليب التعليم؛ لمواكبة تحديات العصر.
كما أن ولي العهد -حفظه الله- قام أثناء زيارته لمدينة بوسطن بتوقيع سبع اتفاقيات تعاون وشراكات في مجالات الهندسة والطب والفيزياء والطاقة وتطوير المنتجات البحثية. وحتما سيكون لذلك أثر إيجابي في دعم الاقتصاد وإثراء المراكز البحثية ورفع أدائها في المملكة.
وأثناء زيارة ولي العهد لأميركا لم يغفل جانبا هاما من رؤية المملكة العربية السعودية وهو تحول مصادر الطاقة الكهربائية من الطريقة التقليدية إلى الطاقة الشمسية، ومن أجل ذلك قام سموه بتوقيع مذكرة تفاهم مع السيد ماسايوشي سون رئيس مجلس الإدارة لصندوق رؤية سوفت بنك، لإنشاء «خطة الطاقة الشمسية 2030» والتي تعد الأكبر في مجال الطاقة الشمسية على مستوى العالم، وعلى إثرها سيتم تأسيس شركة جديدة لتوليد الطاقة الشمسية تعمل في البداية على محطتين شمسيتين الأولى بقدرة 3 جيجاواط و 4.2 جيجاوات بحلول عام 2019، والعمل أيضا على تصنيع وتطوير الألواح الشمسية في السعودية لتوليد الطاقة الشمسية بقدرة ما بين 150 جيجاوات و200 جيجاوات بحلول 2030. هذه المشاريع من المتوقع أن تساهم بما يقدر بـ 100 ألف وظيفة بالسعودية، وزيادة الناتج المحلي للسعودية كذلك بما يقدر بـ 12 مليار دولار أميركي، بالإضافة إلى توفير ما يقدر بـ 40 مليار دولار أميركي سنوياً.
أثناء زيارة سمو ولي العهد الناجحة للولايات المتحدة الأميركية الممتلئة بقائمة طويلة من المذكرات والاتفاقيات التعليمية والاقتصادية الهامة، التي لا يسع المقال حتى لتلخيصها، رفع طلبا وافق عليه خادم الحرمين الشريفين بمكافأة بـ 2000 دولار لكافة الطلاب المبتعثين في العالم والدارسين على حسابهم الخاص، وضم جميع الطلاب الدارسين على حسابهم الخاص في كل دول العالم لبرنامج خادم الحرمين الشريفين، وكأنه يقول ما بين السطور: أنتم الطاقة الحقيقية التي يحتاجها الوطن، وأنتم السواعد المتينة والأيدي الأمينة والعقول المنيرة التي ننتظرها تعود، لتكليل كل هذه الاتفاقيات والشراكات الاقتصادية والعلمية الضخمة بكوادر وطنية متعلمة أفضل تعليم وواثقة، ولديها القدرة على تحقيق المستقبل الذي يستحقه هذا البلد العظيم المملكة العربية السعودية.