في ست حلقات لمورجان فريمان بعنوان قصة الإله، وفي الحلقة الأولى منها يزور مورجان مكسيكو سيتي في يوم يسمى يوم الأموات، حيث تعتقد قبائل الماسو الأميركية الجنوبية أن للموتى قوة عظيمة، ثم تقوده خطاه إلى أطلال التيمبلو مايور وسط العاصمة، حيث كان رهبان الأزتك يستقبلون عشرات الشباب المتطوع للتضحية بقلوبهم، فيتركون صدورهم مشرعة للراهب ليمد خنجره في منتصفه وهم أحياء ثم يقتلع القلب النابض للحياة، ويشير به نحو الشمس حتى تستمد من الدم البشري قوتها وتظل تشع على الأرض ولا تفقد قوتها..
هل تجد في ذلك أمرا يبعث على السخرية؟ إذًا دعني أذكرك، هناك شباب مثلهم كانوا ينطلقون ليفجروا القرى والأسواق ويقتلوا الأطفال اعتقادا منهم أن ذلك سيحفظ الإسلام وسيقويه!
يقول السيد المسيح عليه السلام الإيمان يحرك الجبال.
وذات يوم قال التابعي الجليل سعيد بن المسيب عبارة عظيمة هي «هذا الأمر دين فانظروا عمن تأخذون دينكم».
ربما لو استبدلناها بما يسمح به السياق، وقلنا هذا الأمر إيمان فانظروا عمن تأخذون إيمانكم لما اختلف المعنى. وفي الحقيقة أن الإيمان أداة حقيقية لصنع الحياة أو الموت للمجتمعات خاصة العربية، وتجاهل هذه الحقيقة قادنا من قبل إلى السنوات العجاف التي عاشتها الأمة خلال القرون السابقة التي كانت أبرز مظاهرها الجهل والفقر والتقهقر، وانتهينا بهذا الانتحار الذي اختاره الشباب العربي في ما ظنه معظمنا ربيعا وهو شتاء سيبيري توج باحتلال روسيا لسورية وغير ذلك من الآلام.
على كل حال هؤلاء الشباب أخذوا هذا الشكل الحاد من الإيمان من مفسري الدين ومقربيه من الأذهان ولا أقصد العلماء الربانيين أصحاب العلم الحقيقي، بل من أصحاب الفهم المعلب للدين والمحشو بآلاف العواطف والمشاعر واختلاق الخطاب الديماغوجي لتخويف الناس واستفزاز طاقتهم نحو العنف، خاصة الشباب في استغلال للفقر والبطالة في بلدان الشرق الأوسط خاصة، وبدلاً من أن يفكر الشاب بالنجاة يفكر بالانتقام والموت. لذا بما أننا اعتبرناه أداة دعونا نعتبر مفسري الدين المحركين لهذه الأداة، وهذا يدعوني لاعتبارهم مكمن الخطر وليس الإيمان، وهذه قصة أخرى.