?أدركت رحمة الله وعنايته الطالب الصغير الذي ابتلع قطعة بلاستيكية في المدرسة، إذ سخّرت العناية الإلهية الأستاذ الفاضل وكيل المدرسة ليكون في المكان المناسب والوقت المناسب وينقذ حياة هذا الطفل الذي تصرّف بشقاوة الأطفال المعهودة والمتوقعة. ?
?يعرف المطلعون أو من خضع لبرنامج الإسعافات الأولية أن الدقيقة تصنع فارقا في المواقف التي ينقطع فيها الأوكسجين عن الدماغ قد تصل للحياة والموت أو الإعاقة. يقودني هذا الموقف إلى التساؤل عن مدى جاهزية القوى البشرية العاملة في مدارسنا أو جامعاتنا للتدخل في الحالات الطارئة، وإنقاذ حياة مرتاديها الذين يعرض لهم ما يعرض للبشر من إعياء وتعب أو سقوط أو حتى مواقف أخطر مثلما حدث مع هذا الطفل.?
?تستعد وزارة التعليم للتحول الوطني والرؤية بإجراء عدة تغييرات نوعية في المدارس، برأيي يجب أن يوجه جزء من الاهتمام إلى تأهيل طاقم إسعافي في كل مدرسة حسب حجمها وعدد طلابها.. الأمر حتما لا يستدعي توظيف مسعفين في المدارس، بل تدريب عدد من الطاقم الموجود أساسا على مبادئ الإسعافات الأولية وقواعد التعامل مع الحالات الطارئة، بل ويتوجب برأيي أن تكون هذه النقطة من أهم نقاط تقييم المدارس والمعلمين والمعلمات في أي تعديل يطال النظام التعليمي. ?
?الحقيقة لا يحتاج الأمر لمقدمات كثيرة ولا لمقارنة حالنا بحال أي دولة أخرى. لا توجد ضرورة لأخبركم مثلا أن كل مدرسة في أستراليا أو بريطانيا مثلا فيها فريق مدرب على الإسعاف من المعلمين والمعلمات العاملين في المدرسة، وأن مكتب الاستقبال يضع أسماءهم وصورهم بوضوح في لوحة عريضة يراها الداخل والخارج للمدرسة ليستدل الطلاب وذووهم على الأقرب من هذا الفريق في أي حالة طارئة.. أتمنى على الإدارات المعنية في الوزارتين الأقرب لخدمة البشر واحتياجاتهم، وأعني هنا التعليم والصحة أن ينظموا برنامجا على مستوى المناطق لتأهيل مسعفين في المدارس يمنح من خلاله المعلم أو المعلمة بطاقة (مسعف أولي) سارية الصلاحية لمدة عامين كما هي الحال مع هذا النوع من الدورات عادة، وذلك حفاظا على أبنائنا وبناتنا والمعلمين والمعلمات أيضا. ?
?الحمد لله أن سخر لهذا الطفل من ينقذ حياته، لكن أماكن تجمعات البشر لا تدار بالاجتهادات ولا تترك الحوادث فيها لكفّ القدر.? علينا أن نضع حياة وسلامة البشر في مكانها اللائق، في أعلى سلم أولويات المؤسسة التعليمية والصحية في الوطن.