عمل الممرضات السعوديات مسعفات في الهلال الأحمر سيكون له عدة فوائد، من أهمها أن كثيرا من الحوادث تكون من بين المصابين فيها نساء

نشرت إحدى الصحف المحلية الإثنين الماضي خبرا مفاده أن مجلس الشورى سيقوم بالتصويت على توصيات اللجنة الصحية بشأن التقرير السنوي لهيئة الهلال الأحمر السعودي، ومن أبرزها مطالبة الهيئة بالتنسيق مع الجهات المعنية لتبني آلية فعالة للدخول إلى المنشآت النسائية في الحالات الإسعافية الطارئة لضمان تقديم الخدمة الضرورية العاجلة في وقتها، والتنسيق مع القطاع الصحي الخاص لوضع آلية للعمل المشترك عند تقديم الخدمات الإسعافية.
السؤال: هل يحق للمجالس التشريعية، كمجلس الشورى، أن يناقش الحقوق الإنسانية الطبيعية ويصوت بالقبول أو الرفض؟ الجواب قطعا: لا، لا يحق، ليس مجلس الشورى فقط، بل وحتى المجتمع لا يحق له أن يستفتى ويؤخذ رأيه في مسألة منح أو عدم منح حق من حقوقه الأساسية، كالحق في الحياة مثلا، فالحقوق كمبادئ إنسانية هي خطوط حمراء لا يناقش ولا يجادل فيها أحد. وبالتالي لا يحق لمجلس الشورى أن يقوم بالتصويت على مسائل إنسانية تتعلق بالحياة أو الموت، وهذا ما تقره كل الاتفاقيات الدولية، فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينص في المادة الثالثة «لكل فرد الحق في الحياة والحرية وسلامة شخصه»، ونصت على ذلك أيضا المادة الخامسة من اتفاقية الميثاق العربي لحقوق الإنسان، التي صادقت عليها المملكة: «الحق في الحياة حق ملازم لكل شخص. يحمي القانون هذا الحق، ولا يجوز حرمان أحد من حياته»، الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي ينص في مادته الثانية على أن: «لكل إنسان حق التمتع بكافة الحقوق والحريات الواردة في هذا الإعلان، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين أو الرأي السياسي أو أي رأي آخر، أو الأصل الوطني أو الاجتماعي أو الثروة أو الميلاد أو أي وضع آخر، دون أية تفرقة بين الرجال والنساء». إذن وبناء عليه فحق الحياة وحق الصحة هو حق أساسي من حقوق الإنسان وغير قابل للتصرف بأي حال من الأحوال. هذا الخبر يكشف لنا كذلك عدم وجود مسعفات من النساء ضمن طاقم الهلال الأحمر! وأعتقد أن هذه هي المشكلة الرئيسة، فالمسألة ليست بحاجة للمطالبة بالتنسيق مع الجهات المعنية لتبني آلية فعالة للدخول إلى المنشآت النسائية في الحالات الإسعافية الطارئة لضمان تقديم الخدمة الضرورية العاجلة في وقتها بقدر أهمية فتح المجال للنساء للدخول الجاد للعمل مسعفات، وذلك بالعمل في مراكز الهلال الأحمر السعودي وسيارات الإسعاف، إذ ليس هناك أي عائق للانخراط في هذا المجال من قِبلهن للوقوف أمام الحالات الإنسانية، فغالبية الحوادث لا تخلو من المصابات من النساء، وكذلك وجود حالات طارئة، يكون أحد أطرافها نساء، كما هو الحال في المدارس أو الجامعات أو حتى في الطرقات.. كما أن عمل الممرضات السعوديات مسعفات في الهلال الأحمر سيكون له عدة فوائد، من أهمها أن كثيرا من الحوادث تكون من بين المصابين فيها نساء، وهو ما يحتاج معه إلى وجود مسعفة للتعامل معها..!!
المطالبة اليوم هي في إنشاء مراكز نسائية للهلال الأحمر، إذ إن مشاركة المرأة في الهلال الأحمر ستخلق فرص عمل جديدة للمرأة السعودية، ولا حاجة لكم بمطالبة الشورى.