أكد خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، أن أطفالاً قتلوا بين العشرات من المحتجين الذين قضوا على يد مجرمي النظام الإيراني، خلال المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ أيام، فيما أكدت المقاومة الإيرانية أن الانتفاضة المندلعة في مختلف المدن انعكست على ازدياد العمليات القمعية ضد المدنيين في الشوارع والسجون، كما اعترف برلماني إيراني بأن حملة الاعتقالات طالت طلاب جامعات، لا تعرف الجهة التي اعتقلتهم ولا يعرف مصيرهم.
أكدت المقاومة الإيرانية نقلا عن مصادر من الداخل الإيراني، أن الانتفاضة الشعبية المندلعة منذ قرابة الأسبوعين في مختلف المدن الإيرانية، انعكست في تشديد العمليات القمعية ضد المدنيين في الشوارع وداخل السجون. وأوضحت المصادر أن سجن أرومية المركزي، شهد مداهمة وحشية من قبل الحراس أول من أمس، وتمت مصادرة ممتلكات السجناء من المواد الغذائية قبل إتلافها، إلى جانب الانتهاكات التي مورست ضد النزلاء.
يأتي ذلك، في وقت حوّل مشجعو إحدى مباريات كرة القدم في مدينة تبريز، أول من أمس، إلى حملة معارضة ومنددة للنظام الإيراني، ومساندة للتحركات الشعبية في مختلف شوارع المدن الإيرانية. وأشار نشطاء إلى أن الهتافات المطالبة باستقلال إيران، وترك خامنئي السلطة، والتنديد بوحشية الحرس الثوري والباسيج تصدرت الشعارات المناهضة للمتظاهرين في الملعب، فضلا عن الشعارات التي رُفعت باللغة التركية والمساندة لمحافظة أذربيجان.
وأوضحت المصادر أن النظام قطع شبكة الإنترنت والبث المباشر داخل الملعب، بالتزامن مع هتافات «الموت لخامنئي»، قبل أن تطلق القوات الأمنية حملتها الأمنية لإسكات أصوات المعارضين.
اعتقال الطلبة
قال عضو لجنة التعليم والبحث في البرلمان الإيراني، محمود صادقي، إن السلطات الأمنية أوقفت 90 طالبا جامعيا على الأقل، منذ بدء المظاهرات المناهضة للنظام أواخر العام المنصرم.
وأشار صادقي إلى أن مصير 10 طلاب من بين الموقوفين ما زال غامضاً، وأن الجهة التي أوقفتهم ما زالت مجهولة، مبينا أن العديد من الطلاب الذين تم توقيفهم لا علاقة لهم بالمظاهرات، ويحتمل توقيفهم عقب مداهمة منازلهم أو في أماكن بعيدة عن المظاهرات.
إدانة أممية
دان خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة، قتل عشرات المحتجين السلميين في إيران، ودعوا سلطات طهران إلى معالجة مطالب المتظاهرين بالحرية وتوفير مستويات المعيشة المناسبة واحترام حقوقهم.
وأصدر الخبراء، وهم كل من عاصمة جهانغير، المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في إيران، وديفيد كاي المقرر الخاص المعني بالحق في حرية الرأي والتعبير، وأغنيس كالامارد المقررة الخاصة المعنية بحالات الإعدام خارج القضاء أو الإعدام التعسفي، وميشال فورست المقرر الخاص المعني بحالة المدافعين عن حقوق الإنسان، بيانا مشتركا من جنيف، أعربوا فيه عن قلقهم البالغ إزاء ما أفادت به التقارير من وفاة العشرات، من بينهم أطفال، واعتقال الآلاف في جميع أنحاء البلد.