بريدة: موسى العجلان، جمال الرفاعي

لم تثمر المحاولات التوضيحية والاستباقية لرئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي، لما يأمله النادي في أطروحات «ملتقى فكر الثقافي» المنبرية والفلسفية، بعدم التصادم مع الذهنية السائدة، والبعد عن القراءة الانفعالية، من أن تحد من جسارة الطرح، في تفكيك السائد، وحلحلة الثوابت؛ حينما دمغت أولى ورقات الملتقى صك البراءة لميكافيلي، من كل معاني المكر والخديعة والشر، وألمحت إلى الجهد الكبير الذي بذله لاستخلاص الأخلاقيات المُثلى، للحكومات والدول، في معتركها السياسي.
ومع تأكيد رئيس نادي القصيم الأدبي الدكتور حمد السويلم على أن ما يتم تقديمه في «ملتقى فكر الثقافي» هو محاولة من قبل النادي لتنويع أنشطته، لتقديم فكر مختلف، وفق رؤية علمية متزنة، تنمي ملكة النقد، وتستحث الرؤية الفكرية، غير متصادمة مع المبادئ العامة؛ جاءت ورقة الباحث، وعضو ملتقى فكر الثقافي، في نادي القصيم الأدبي، سلطان العامر، في اللقاء الذي أقامه نادي القصيم مساء أول أمس، بمقره بمدينة بريدة، لتعكر صفو الركود في قاعة اللقاء، حينما تداخل أحد الحضور معلقًا على تلك الورقة بأنها تفتح الطريق في مضمونها نحو مشروعية الاستبداد والظلم والطغيان، بعد إعلان العامر بكل وضوح أن ميكافيلي قدم في أطروحاته المتعددة، الخلاص البين من كل معاني الظلم والقسوة، لمن أراد الإصلاح وتحقيق النظام. حيث استند العامر في حكمه لميكافيلي بالبراءة من معاني المكر والشر، على أسباب منها، جذور الصورة النمطية السيئة لمعنى الميكافيلية التي جاءت بسبب التفسير والتبرير لمذبحة الطوائف المسيحية خلال عصور خلت، إضافة إلى تناول ميكافيلي في أحد كتبه للشروط والضوابط الأخلاقية المعتبرة إنسانيًا لتحقيق حكومة فاضلة، مع حرصه على التبرير والتسويغ المقبول لمعاني العنف التي تتحكم فيها نسبية ظروف الزمان والمكان.