أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور خالد الغامدي، أن الانفتاح الفكري والثقافي والإعلامي الهائل أسهم في عبور آلاف الأفكار المضادة، والآراء المتطرفة، والثقافات الوافدة، والقيم الغريبة على المجتمع المسلم التي كان لها تأثير لا ينكر على عقول وقلوب فئات من الناس، مما فتح الباب على مصراعيه لفتن الشبهات والشهوات أن تنخر في الأمة بغية إضعافها.
وقال الغامدي في خطبة الجمعة التي ألقاها أمس بالمسجد الحرام: إن من العوامل التي كتب الله بها الخلود والبقاء والدين والإسلام، وضمن له الحفظ والصيانة من التحريف والتبديل، أن جعله سبحانه قائما على أصول ثابتة، وأركان متقنة ومحكمات مشيدة كفلت لدين الإسلام أن يبقى عزيزا شامخا ثابتا ثبوت الرواسي، بل أشد، مع كل ما تعرض له هذا الدين من عاديات الزمن والمحاولات الحاقدة من الأعداء التي مارسوها ضده لهدمه ونقضه وتشويهه، أو صهره وتذويبه منذ فجر الإسلام وإلى عصورنا هذه المتأخرة، التي يشهد العالم فيها هذا الانفتاح الذي يشكل في الحقيقة حالة فريدة لم تحصل في تاريخ البشرية قط.
استقرار المجتمعات
شدد إمام وخطيب المسجد الحرام على أن من ثوابت الدين أن من دخل في الإسلام بيقين فلا يخرج منه إلا بيقين، فلا يجوز إطلاق التكفير على المسلم إلا بتحقيق الشروط وانتفاء الموانع، والنصوص التي تأمر بطاعة ولاة الأمر في المعروف، وتحريم الخروج عليهم، والصبر على جورهم وعدم منازعتهم الأمر، من الأصول المحكمة التي تحفظ استقرار المجتمعات، وتحميها من تهور الجهلاء وسفه الحمقى والأغرار، والنصوص التي تأمر بالاجتماع والوحدة والألفة والمحبة والأخوة الإيمانية، ولزوم جماعة المسلمين وإمامهم، وتحذر من التنازع والخلاف المذموم من أجل محكمات الشريعة التي تدرأ عن الأمة فتن الأحزاب والجماعات والخصومات والتصنيفات.
مشاعر الوحدة
في المدينة المنورة استهل إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي، خطبة الجمعة، بأن الأنبياء اجتمعوا خلف النبي، صلى الله عليه وسلم، على الصلاة في المسجد الأقصى لعلو مرتبته وجلالة قدره، وأنه أفضل الأنبياء وسيدهم، وأورد الأحاديث الدالة على عظمة المسجد الأقصى، مبينا أن الأقصى بتاريخه وفضائله يوقد في المسلمين مشاعر الوحدة، ويقوّي رابطة الأخوة لنصرته وتطهيره من أوضار الشرك والضلال، مؤكدا أن قضية الأقصى ستبقى حية في نفوس أبناء هذا الدين، لا يزعزع اعتقادنا بذلك إنكار المنكرين وافتراءات المعتدين.
ثبات ونصر
أضاف الغامدي: إذا كان القدس والمسجد الأقصى محل اهتمام قلوب المسلمين فقد وجب عليهم التضرّع لله بأن يحفظه من كل تدنيس، والدعاء لأهل فلسطين بالثبات والنصر، قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: «ما على الأرض مسلم يدعو الله تعالى بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها ما لم يدعُ بمأثم أو قطيعة رحم، فقال رجل من القوم إذا نكثر الدعاء، قال صلى الله عليه وسلم: الله أكثر».