فضح مصدر حوثي مقرب مما يُعرف بالمجلس السياسي في صنعاء حالة الذعر والخوف الشديد التي تعيشها القيادات الحوثية في العاصمة، وذلك عقب التداعيات الأمنية والسياسة التي أعقبت اغتيال الرئيس الراحل علي عبدالله صالح.
وأكد المصدر في حديث خاص لـ«الوطن»، أنه منذ قرابة الشهرين قام الحوثيون بإرسال أموالهم إلى مواقع مجهولة خارج صنعاء ويرجح إلى محافظة صعدة باعتبارها الموقع الروحي والاستراتيجي للجماعة، مبينا أن اللقاءات التي تجمع بعض القيادات لا تستمر أكثر من 10 دقائق، ويتم استبدال مواقع الاجتماع في كل مرة.
فقد الثقة
أضاف المصدر أن «الوزراء في حكومة بن حبتور الانقلابية، توقفوا عن حضور الاجتماعات، حيث إن آخر اجتماع لهم كان قبل مقتل الرئيس السابق، وتم في أحد المنازل بشكل سري وبترتيب مبعثر»، مؤكدا أن جميع وزراء الانقلاب متغيبون عن مقرات وزاراتهم، وأصبح كل وزير ينيب غيره للقيام بالمهام الموكلة إليه، فيما يحضر البعض الآخر خلسة لمقر وزارته في ساعات متأخرة ومتفاوتة من الليل إذا استدعي الأمر ذلك، ويغادر بسرعة لافتة.
وأشار المصدر إلى أن هذا الخوف نابع من الشكوك في كل من حولهم وعدم الثقة في الأشخاص المحيطين بهم، حيث قام الكثير منهم بتغيير الحراسات الخاصة به، والبعض الآخر قام بتغيير مقر سكناه، لافتا إلى أن هذه القيادات أصبحت لا تبقى في منازلها وتغير مكان نومها بشكل دائم.
التفكير بالنفس
أكد المصدر أن القيادات الحوثية باتت تفكر في نفسها قبل الآخرين ولا تتحرك إلا بأسلحتها الشخصية، مشيرا إلى أن صوت أي طائرة محلقة يفاقم الرعب في نفوسهم خاصة في الفترة التي أعقبت اغتيال الرئيس الراحل علي صالح. وأوضح المصدر أنه بعد عملية الاغتيال، حث القيادي أبو علي الحاكم، بعض الأشخاص في أحد المواقع بالعاصمة على أهمية الشجاعة والتوجه إلى الجبهات، وما إن سمع صوت إحدى الطائرات المحلقة في سماء العاصمة، إلا وركب إحدى السيارات وفر هاربا، مما أثار سخرية وضحك المحيطين به.
وكشف المصدر عن تغيير القيادات الحوثية لهواتفها الشخصية، والبعض الآخر تخلى عن حملها بشكل نهائي، لافتا إلى أن وزير التعليم في حكومة الانقلاب يحي الحوثي، بات مختفيا عن الأنظار منذ مدة ولا يعرف عنه شيئا، مؤكدا أنه يعلم أن المحيطين به لا يحبونه، وقد يكون هذا السبب في اختفائه.
استكمال الانتفاضة
شدد المصدر على أن القائمة السوداء التي أعلنت عنها السعودية، وتضم 40 قياديا حوثيا فاقمت المخاوف الحوثية في العاصمة، وهو ما دفع المواطنون إلى البحث عنهم والتخلص منهم، لاستعادة الأمن والاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد.
ولفت المصدر إلى أن الحوثيين يعلمون أنهم يعيشون أياما عصيبة، وبين كماشات عديدة من كل جانب، وأن عملية اغتيال صالح، والانتفاضة التي بدأها ضدهم قبل موته، ستستمر لملاحقتهم حتى آخر عنصر منهم.
مظاهر هلع القيادات الحوثية
- تغيير الهواتف الخاصة
- التغيب عن اجتماعات حكومة الانقلاب
- خلو مقرات الوزرات من أصحابها
- استبدال المنازل وأماكن النوم
- التوجس من أصوات الطائرات المحلقة