انطلقت فعاليات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس لهذا العام على خلفية اقتصادية عالمية قوية بشكل مدهش، فقد قام صندوق النقد الدولي بتحديث توقعاته للنمو العالمي، وحققت الولايات المتحدة نموا قويا وقد تحصل على دفعة قصيرة الأجل من مشروع قانون الإصلاح الضريبي، في حين تجاوز الانتعاش في اقتصاد منطقة اليورو التوقعات.
ويتوقع صندوق النقد الدولي الآن أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 3.9% هذا العام، أي 0.2 نقطة أعلى من توقعاته السابقة. كما هو الحال في أي وقت مضى هناك مخاطر وبعض المخاوف بشأن الأسواق المالية الأخيرة، حيث لا تزال الموازنات المالية الحكومية في جميع أنحاء العالم تتعافى ببطء، ولا تزال الديون العامة والخاصة مرتفعة، كما أن معدلات الفائدة في مستويات منخفضة بالفعل.
وينصح القادة بالاهتمام بما في تصريحات المديرة التنفيذية لصندوق النقد الدولي كريستيان لاجارد التي قالت: إن هذه الفترة من النمو العالمي يجب أن تستخدم في «إصلاح سقفها»، والعمل على تحقيق النمو المستدام، ونشر المكاسب على نطاق واسع، ومعالجة الشواغل البيئية، لاسيما فيما يتعلق بشكوك الرئيس ترمب بشأن تغيُّر المُناخ وعدم اليقين الذي يجلبه إلى العمل العالمي المشترك بشأن هذه القضية، وكذلك إتاحة الفرص ومواجهة التهديدات الناجمة عن التقدم السريع في التكنولوجيا في العديد من المجالات.
تُعد رئاسة ترمب - ورسالته «أميركا أولا» - أوضح علامة على الابتعاد عن النهج المتعدد الأطراف القديم لمعالجة قضايا مثل المُناخ والتجارة. ولقد حذَّر رئيس الوزراء الهندى نارندرا مودي في كلمة افتتاح جلسات المنتدى من أن التقدم العلمي والتكنولوجي «خلق خطوطا يمكن أن تسبب جروحا مؤلمة للغاية». ومع ذلك، قال إن القادة العالميين بحاجة إلى إظهار التضامن لمعالجة ذلك. ومع احتمال قيام قادة آخرين بإظهار ذلك التضامن، فإن رسالة الرئيس ترمب «أميركا أولا» قد تقف على النقيض من المزاج الواسع.
 إن النموذج القديم للتعاون الدولي الذي يمارس من خلال مؤسسات مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية له إخفاقات واضحة. في العديد من الطرق يتم كسر النظام القديم، ولكن يجب أن يكون السؤال كيفية إصلاحه، بدلا من التخلي عنه. وفي عالم العولمة، من المؤكد أنه من الواضح أن العديد من القضايا الرئيسية لا يمكن معالجتها إلا بصورة تعاونية. إذا كانت هناك رسالة مفيدة واحدة للخروج بها من منتدى دافوس، فقد تكون التضامن.

صحيفة ذي آيرش تايمز - البريطانية