ذات يوم، وصل إلى أوبرا وينفري أن مظهرها في البرنامج يؤثر سلبا على السيدات في المنازل، ويرفع درجة إحباطهن، عندما يتطلّعن إلى سيدة في الخمسين، تتمتع بشعر جميل وبشرة شابة، ثم يقارنّ أنفسهن بها، لذا قررت أوبرا -كعادتها- أن تقدم حلقة مفاجئة، تبدأ بتقرير مصور للحظة استيقاظها من النوم في وقت مبكر جدا على صوت منبّه تخرج به من سريرها بشعر كأنه غيمة من الشوك المتشابك فوق رأسها، ووجه منتفخ، وعينان تحيط بهما هالة من الإرهاق والتعب، ثم تسير خلف أكثر من خمسة أشخاص نحو الجيم، وبعده فطور خفيف تتناوله، وأكثر من يد تعبث في رأسها ووجهها على مدى أربع ساعات، وبعشرين مساعدا ومساعدة، ظهرت أخيرا على خشبة المسرح، بكعب عالٍ خلعته أمام الجمهور وهي تري النساء مواضع الألم في قدميها، ثم تخبر جمهورها خلف التلفاز أنها تتفق مع المخرج ألا يُظهِر قدميها، لأنها تكمل الحلقة حافية القدمين.
ثم قالت للنساء: أنتن أجمل مني، أنتن لا تقضين كل هذه الساعات مع عشرين مساعدا مثل ما أفعل أنا وكل الفنانات والإعلاميات حتى نظهر هكذا أمامكم، وهو قطعا ليس ما نظهر فيه مع أصدقائنا وأزواجنا في البيت.
في الواقع، تصرف أوبرا فيه صدق اعتادت عليه هذه السيدة الجميلة، ورحمة بمتابعاتها وممن يرينها قدوة، لكنه لا يتكرر كثيرا في العالم، بل تكتشفه النساء المبهورات بالفنانات والإعلاميات بالصدفة.
ففنانة مثل نانسي عجرم، ربما سمعت النساء في وطننا العربي من أزواجهن مقارنة مهينة بها، وضعت لنفسها صورة في «إنستجرام» وهي تستريح في النادي دون «الاكستنشن» أو الشعر المستعار، وامتلأت صفحتها بتعليقات تتهمها بالكذب وادعاء الجمال، مما يطرح سؤالا: هل تظن المرأة العربية أن هؤلاء الفنانات يملكن هذا الشعر الكثيف والطويل الذي يظهرن به؟، أم لأن طبيعة حياتها القاسية جعلتها تغفل عن ظهور موضة الاكستنشن، والتي تتطلب ساعات من الجلوس تحت يد خبير، بينما شعرها هي سواء كان قليلا أو قصيرا أو «كيرلي» أو ناعم هو شعرها هي، وعليها أن تفخر به وتشفق على هؤلاء الإعلاميات اللواتي غالبا يتطلب عملهم مثل هذه المبالغة في التزين.
نوال الزغبي أيضا ظهر زوجها السابق يشكو من عمليات التجميل، وكيف كانت تتألم منها، وهو واقع كثير من «الفاشنيستات»، إذ انتفخ وجه إحداهن، وهي سعودية ريم السعيدي، بعدما أصابها التهاب شديد بعد محاولة وضع فيلر على فيلر قديم، والفيلر هو ما يجعل خدود النساء منتفخة هذا الانتفاخ العجيب، لكنهن مقتنعات أنه يجعلهن جميلات.
لكن كما تعلمون كل شخص منا له معاييره للجمال. على كل حال ريم قامت بعمل جميل، وهو أنها عرضت حالتها، ونبهت الفتيات إلى خطورة هذه الحقن، وأن هذا المظهر قد يكلفك حياتك.
ريم ربما تكون العربية الوحيدة التي عرضت تجربة ألمها، في سبيل الحصول على المظهر الذي يتطلبه الظهور الإعلامي، والذي لا توجد مراكز ترصد أثره على النساء في مجتمعنا، أو تعالج تأثيره.