عمرو الغزالي

هناك مثل إنجليزي، ترجمته بالعربية يقول ما معناه «أحمق بعد الأربعين.. أحمق طول العمر». عندما خطر على ذهني هذا المثل تذكرت «ترمب» رئيس أميركا الذي تعدى عمره الـ70 عاما، قد ينطبق عليه هذا المثل، ولكن حماقته تجاوزت الثلاثين عاما بعد الأربعين، فأدركت حينها أن حماقته لا يمكن وصفها بمقياس، خصوصا بعد نيته الأخيرة في إعلان «القدس عاصمة لإسرائيل». قد تخسر أميركا كثيرا من أصدقائها ثمنا لهذه الحماقة.
«أعتقد أنه بإمكان إدارتي أن تلعب دورا مهما في مساعدة الطرفين على تحقيق سلام عادل ودائم»، كانت هذه الكلمات أول رسالة من الرئيس الأميركي في بداية ولايته، وذلك خلال تعهده للوصول إلى تسوية وتحقيق السلام بين الفلسطنيين والإسرائيين. ربما الرئيس الأميركي لا يدرك النتائج المترتبة على هذا القرار، خصوصا أن القضية الفلسطينية قضية حساسة، وتعدّ في المرتبة الأولي في أجندة العرب، والقدس خط أحمر لقداستها عند المسلمين والمسحيين. السياسة الأميركية ليست مع ترمب فقط، ولكن مع ما سبقه من الرؤساء تسير في القضية الفلسطينية على هوى اليهود، وتتوافق مع خطط الصهاينة لمستقبل المنطقة العربية، فالإستراتيجية اليهودية والإستراتيجية الصهيونية «كيانها إسرائيل» متناغمتان تماما ومتطابقتان كليا مع منطلقاتها الروحية والفكرية وأهدافهما السياسية، أهمها «إعادة بناء الدولة اليهودية وعاصمتها القدس».
أما عن ترمب، فإنه لم يقدم الولاء والطاعة لإسرائيل إلى الآن، حتى لا يخسر مكانه، فهيأت له نفسه أن يقدم لهم القدس.  فما أحسن العطايا، خصوصا أن تكون «القدس عاصمة لإسرائيل».