عرفت أحمد الملا أول مرة في صنعاء، في مهرجان الشعراء الشباب الأول 2004، منذها لم ننقطع، كما يفعل الإخوة. إنه الحي في قصيدته وقلبه، وفي حبه العارم لأصدقائه. كان جليا أن هموم الفن تشغله أكثر من أي شيء آخر. بعدها بـ10 سنوات تسلّم الملا إدارة جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وإليكم بعض الحصيلة:
لقد أسس 5 بيوت: للموسيقى، السينما، السرد، الشعر، الكوميديا، وكلها في ميدان واحد، ميدان الشغف.
ليس هذا فحسب، بل عمل على مهرجانات للمسرح والفنون البصرية والطفل، ومهرجانين كبيرين: أحدهما للأفلام، قدم في دورته الأخيرة 130 فيلما سعوديا، جميعها لمخرجين وممثلين سعوديين.
والآخر للشعر، عمل في كل دورة على تكريم واحد من رواد قصيدتنا الأحياء، محمد العلي، فوزية أبوخالد، علي الدميني.
لا آخر لمهرجانات الأدب والثقافة والفنون في أوروبا، وأميركا، غير منح الإقامة الأدبية، وقد رأيت، كما آخرين، الأهمية التي توليها هذه البلدان لفعاليات كهذه.
فرنسا مثلا، تقيم كل صيف مهرجانا يمتد 10 أيام، وأكثر المدعوين إليه من عرب المتوسط والخليج. أما فعاليات برنامج الكتابة الإبداعية، بجامعة «أيوا» في أميركا، فقد احتفل منظموه بمرور 50 عاما على إقامته، وفي النسخات الأخيرة منه صار يدعى الأدباء من أنحاء المعمورة، تتولى الجامعة إقامتهم شهرين كاملين.
في عام 2012 كان المدعوون 31 كاتبا، من 28 دولة، من أقاصي الشرق إلى أقاصي الغرب، قضوا 60 يوما، في فعاليات يومية، ليس لها حصر، داخل الجامعة وخارجها. هذه بلدان تعرف ما تعنيه الثقافة، تفهم أنها قوتها وبوابة العالم إليها.
أحمد الملا ورفاقه فعلوها أيضا، وصار هذا الدور العالي يحدث في السعودية.
جمعية الثقافة والفنون في الدمام تقيم مهرجانا دوليا، بمعنى الكلمة، يحضره شعراء وشاعرات من الخليج إلى بلدان المغرب العربي، مع معارض تشكيلية، وعروض لأفلام قصيرة، وفرق موسيقية مصاحبة، وورش في الكتابة والأدب والترجمة، وغير ذلك.
ترجّل الملّا عن موقعه الإداري، بعد 4 سنوات من العمل المؤسس، وكم نتمنى على وزارة الثقافة أن تفيد من تجربته، والطريقة التي سجل بها هذا الأثر، في وقت قصير، وبإمكانات محدودة.
زارني أبومالك في بيتي قبل عامين، كنا نتحدث في مكتبتي الصغيرة، وفجأة لمح بين الكتب إصدار الجمعية للدورة الأولى لمهرجان بيت الشعر، مد يده والتقط الكتيّب، بفرحة سرب طائر من الأطفال، وقال شطر البيطار الشهير: «تلك آثارنا تدل علينا».
تحية أحمد، أيها الكبير