هناك لاعبون لهم أحاديتهم، ومن الصعب تعويضهم، وبصمتهم تظل خالدة مهما تقادم الزمن.
مهاجم الأهلي عمر السومة يدخل ضمن هذا التصنيف، فتاريخ قلعة الكؤوس يؤكد أن هذا اللاعب مختلف، ومن النادر جدا أن نشاهد هدافا يصنع الفارق ويسجل بكل الطرق وفي أوضاع مختلفة، وعندما غيّبته الإصابة وضح الإرهاق على الجسد الأهلاوي، لأن القيمة الفنية التي يجسدها على أرض الواقع أشبه بالتميز الذي يصنعه النجوم الكبار، كميسي للبرشا، وكرستيان للريال، ونيمار لسان جرمان، وهكذا.
وبقدر ما تطرب الجماهير عندما يكون هؤلاء النجوم حاضرين، تتحسر على غيابهم، خصوصا عندما يطول الفراق على غرار ما يمر به هداف الأهلي في الوقت الحالي، والذي وضح جليا مدى التأثير الذي خلّفه على الفريق على صعيد النتائج، رغم الجهود التي يبذلها البديل عسيري، ولكن إمكانات السومة تبقى مختلفة.
الصورة ذاتها تجلت في الهلال، بعد إصابة السوبر البرازيلي إدواردو الذي يمثل جزءا كبيرا من التوهج الأزرق، وعندما أصيب في النهائي الآسيوي نضب العطاء الأزرق وخسر اللقب، بل إن الأمر طال مؤشر الفريق في مشوار الدوري، إذ طارت نقاط لم تكن في الحسبان، وكانت كفيلة بتتويجه ببطولة الدوري مبكرا.
خلاصة القول، هناك عناصر فنية لها تميزها الخاص داخل الميدان، عندما تختفي يكون تأثيرها مضاعفا، ومن الصعب إيجاد البديل.
وكان الله في عون الفريق الذي يخسر لاعبين بحجم تلك الأسماء، خاصة إذا كان يقارع في محك صعب، كحال الهلال في الآسيوية التي خسرها مؤخرا، والأهلي الذي يخطط حاليا على لقب الدوري.
بعيدا عن تأثير العناصر الفنية، نثني على الجهود التي يبذلها رئيس هيئة الرياضة تركي آل الشيخ، في سبيل توفير أفضل الأجواء للأندية التي تعيش أوضاعا حالكة، وتبقى تلك الجهود غير مسبوقة طوال تاريخ الرياضة السعودية، والهدف منها تخفيف كاهل الديون التي تعصف بأكثر من ناد، وتحديدا الكبار، بعد أن فُتحت الملفات واتضح أن هناك أرقاما مخيفة ربما تلقي بظلالها على تلك الفرق لو استمر حالها بالمنوال نفسه.
ولهذا، حرصت هيئة الرياضة على تخفيف الأعباء، ووضع الجميع في مرافئ الأمان.