يجب أن تكون هناك جهة مستقلة تراقب الالتزام الأخلاقي للذين يتطوعون في «مبادرة خلي الضريبة علينا»

كما هو متوقع، استغل بعض التجار الجشعين فرض المملكة للضريبة لزيادة الأسعار على المواطنين والمقيمين بزيادة تفوق القيمة الأساسية لها، وبعض التجار قاموا برفع الأسعار لجبر كسور الهلل مع الضريبة، وبعض المتاجر رفعت أسعارها دون تسجيل المنشأة في الضريبة، ولم تقتصر التجاوزات على اليوم الأول فقط، إذ رصدت الجهات المسؤولة بعض الشركات التي طبقت الضريبة قبل الموعد المسموح بتطبيقها فيه.
الجديد هنا هو إطلاق مبادرة وطنية من أحد رجال الأعمال تحث التجار ورجال الأعمال وأصحاب المحلات والمنشآت التجارية على تحمل قيمة الزيادات السعرية الناتجة عن قرار تطبيق ضريبة القيمة المضافة، بدلا من المستهلكين وتم إطلاق هاشتاق في موقع «تويتر» بعنوان: «خلي الضريبة علينا» وصلت شعبيته إلى «ترند»، إذ تفاعل مع هذه المبادرة بعض المحلات والمطاعم وعدد من رجال الأعمال والتجار من أجل تحمّل الضريبة عن الزبائن.
وفي أثناء متابعتي للمبادرة والتغريدات المصاحبة للوسم قفزت إلى ذهني قصة «شاه بندر التجار» كنت قد شاهدتها في إحدى المسلسلات العربية وإليكم القصة: يحكى في سالف العصر والزمان، أنه في إحدى الولايات العربية ارتفعت الأسعار في الأسواق وانزعج العباد، فما كان منهم إلا أن يرفعوا أيديهم بالدعاء وأن يرفع الله هذه الغمة عن هذه الأمة، في اليوم الثاني خرج المنادي في أسواق الولاية، مناديا «أيها الشباب أيها الشياب، الحاضر يبلغ الغائب، سيقوم شاه بندر التجار، بمحاربة التجار، وتدمير الأسعار، ويحول الفيل إلى فار، وسيصبح كيلو اللحم بربع دينار..» وفعلا في الليل لبس شاه بندر التجار عباءته وخرج على القوم ليخطب فيهم خطبة عصماء، مبشرا برفع البلاء والقضاء على الغلاء، إلا أنه لم يتحقق أي شيئ من هذه الوعود  !!
ما أود قوله أن مثل هذه المبادرات يجب أن يكون فيها التزام أخلاقي لأن بعض التجار ليس همه سوى أن يركب موجة بعض المبادرات من أجل أهداف تسويقية تروج لسلعته، فلذلك يجب أن تكون هناك معايير وضوابط وجهة مستقلة تراقب هذا الالتزام الأخلاقي لهؤلاء الذين يتطوعون في هذه المبادرة، حتى تكون هناك ضمانة لعدم رفع الأسعار بعد فترة زمنية، كما يحدث في عروض التخفيضات؛ وحتى لا يكون هناك تلاعب أو استغلال. وهنا يجب أن أشيد بالمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي وعلى رأسهم نايف «نايفكو» الداعم لهذه المبادرة، والذي أكد أن دعمه لهذه المتاجر التي تكفلت بالقيمة المضافة هي بدون مقابل وذكر في تغريدة رائعة:
أتمنى من كل شركة تشارك في هذه المبادرة أن ترفق الرقم الضريبي أو صورة فاتورة الرقم الضريبي حتى نعرف أنها مسجلة، وأي شركة تشارك في المبادرة تعتبر ملزمة بتثبيت سعرها خلال 2018 وإنهائها بعبارة جميلة: لا «تهايط» إلا إذا كنت قدها وإلا بعدين بتنقلب الدعاية ضدك.