فريق مركز ستراتفور*

يتقاسم البيت الأبيض والكونجرس والبنتاجون تصميما قويا في العام الجديد على تقويض شبكة النفوذ الهائلة التي بنتها إيران عبر الشرق الأوسط من خلال صلاتها بمجموعة من الجماعات السياسية والميليشيات. وسيعمل وصول كوريا الشمالية المرجَّح إلى قدرة الردع النووي في عام 2018 على تقوية عزم واشنطن على وقف طهران عن السير في المسار الخطير نفسه.
ليست الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تنظر إلى أنشطة إيران بقلق. فقد شاهدت المملكة العربية السعودية بقلق شديد، بينما يمتد وصول النفوذ الشيعي ببطء عبر فنائها الخلفي على مدى السنوات القليلة الماضية. وباكتساب التشجيع من حملة واشنطن المتجددة ضد خصمها منذ وقت طويل، ستغتنم الرياض الفرصة لتحدي هيمنة طهران على الشرق الأوسط.
وبينما يتصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، سوف تكون خطة العمل الشاملة المشتركة «الاتفاق النووي الإيراني» معلقة على خيط رفيع، ولو أنها يمكن أن تبقى على قيد الحياة هذا العام. ويهدف هذا الاتفاق إلى وقف برنامج تطوير الأسلحة النووية في إيران، وقد امتثلت إيران لشروط الاتفاق حسب معظم التقديرات، بما فيها تقديرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وطالما بقيت إيران في حالة امتثال، فإنها ستستفيد من تخفيف العقوبات، وكذلك من القدرة على استقبال الاستثمارات الأجنبية وتصدير النفط.
يعتقد البيت الأبيض أن الصفقة النووية مع إيران ليست قوية بما فيه الكفاية لاحتواء طموحات إيران، ولا شاملة بما فيه الكفاية لعرقلة برنامج طهران لتطوير الصواريخ الباليستية ورعاية الإرهاب أو دعم الجماعات المسلحة مثل «حزب الله» في لبنان و«الحوثيون» في اليمن. وقد أشار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، إلى عزمه على مواجهة إيران بشأن هذه المسألة عندما لم يصادق على خطة العمل الشاملة في أكتوبر 2017. أما بالنسبة لطهران، فقد أكدت هذه الخطوة فقط شكوكها القائمة منذ فترة طويلة في أن واشنطن ليست مفاوضاً يتمتع بالمصداقية.
 أحاط ترمب نفسه بعناية بمجموعة من صقور السياسة الذين يبدون أكثر استعدادا لخرق الاتفاق، بغض النظر عما إذا كانت أنشطة إيران مرتبطة ببرنامجها النووي، في محاولة لإجبارها على العودة إلى طاولة المفاوضات. وسوف يعمل موقفهم المتشدد تجاه إيران على تسريع تدهور علاقات واشنطن مع طهران. وبتجريد الاتفاق من الضمانات الأمنية الواردة فيه، ستضع الولايات المتحدة نفسها على مسار تصادمي مع إيران في جميع أنحاء الشرق الأوسط.

* فريق مركز ستراتفور للدراسات الاستراتيجية والأمنية الأميركية بولاية تكساس