سبقت مباراة الأهلي والاتفاق بالتأكيد على أن نجاح الأهلي بتحقيق نتيجة إيجابية فيها سيعني أنه أكد تعافيه وعودته لسابق عهده فريقاً يستحق أن يكون بين الكبار.
خلال مبارياته الخمس الأخيرة، ومنذ فوزه على الوحدة لم يعرف الأهلي التعثر بخسارة سوى في مواجهة الرائد فقط، لكن المحك الحقيقي لتأكيد الصحوة كان في لقائه الأخير أمام الاتفاق المتسلح بمركز متقدم في سلم الترتيب، وبكفاءة عدد من النجوم القادرين على تقديم عرض قوي ولائق.
تقدم الأهلي أولاً، لكن الاتفاق لحق بالتعادل سريعاً، وتعرض مدافع الأهلي جفين البيشي للطرد في زمن مبكر بعض الشيء، فخشينا أن يؤثر النقص العددي على دقة حكمنا، إذ لايعقل أن تحكم على فريق تعرض لخسارة وهو يلعب ناقص العدد، ويكون حكمك صائباً دقيقاً.
لكن طرد البيشي تحول نقطة تأكيد على عودة الأهلي صلب العود، قوي الشكيمة، وهو ما لمسناه بعيد تقدمه بهدف ثان، وخلال لحظات خروج لاعبيه من الملعب إلى استراحة بين الشوطين.
كان لاعبو الأهلي يشتعلون حماسة، قرأنا في عيونهم حرصاً مضاعفاً على أن يقولوا (نحن هنا)، فقد كان كل منهم يبث الحماسة في نفس الآخر، وكانت الوجوه تحكي عن قصة تماسك وتعاضد كان لابد من سرد سطورها في الحصة الثانية من المباراة.
وعاد لاعبو الأهلي إلى الملعب وكأنهم لم يتركوه لحظة، بذات الروح، وذات العزيمة، وبدا أن استراحة بين الشوطين لم تكن مخصصة للحديث في التكتيك الفني، ولا في التحرك العناصري، بقدر ما كانت فرصة ليشد اللاعبون أزر بعضهم بعضاً، وليؤكدوا أنهم قادرون على سد الفراغ، وعلى المحافظة على التقدم، واستمرار نهج المصالحة الذي بدأوه مع جماهيرهم، فدخلوا الشوط الثاني بتفوق أكبر وعزيمة أشد، فضاعفوا الغلة وأوصلوها إلى خمسة أهداف مع صافرة النهاية.
قبل العودة حمّل كثيرون لاعبي الأهلي مسؤولية التراجع، وألقوا الكرة في ملعبهم، وضغطوا كثيراً أكثر من اللازم.. واليوم ومع عودة الأهلي، يبدو من الإنصاف أن يُقدَم الشكر للاعبين، فقد تخطوا أزمة الثقة، واستعادوا بعضاً من البريق، دون أن ننسى مجهوداً إدارياً بذل في مكانه ووقته الملائمين، ودون أن ننسى كفاءة الجهاز الفني الذي بات يضع لمساته ويظهر بصماته على تكتيك المجموعة، فعالج الأخطاء ووضع الفريق على طريق العودة، حتى وإن لم تكمل العودة بشكلها المأمول بعد.