عبدالعزيز الساحلي

يمثل التدريب والتعليم أهمية كبيرة في حياة الإنسان، ليطور نفسه وذاته حتى يستطيع متابعة المستجدات الحديثة من البرامج العلمية والتعليمية في تخصصه، ويواكب التطور الكبير في عالمنا اليوم، إذ إن بعض البرامج تحتاج إلى مهارات خارجية لا تدخل ضمن دراسات الكليات والمعاهد، إلا أن المتابع لعملية التدريب لدينا يرى أن هناك سوقا من الفوضى اتنتشرت في كل مكان، من إعلانات ومدربين وأسماء وشهادات، بعضها يكون ممهورا بختم مؤسسة التعليم الفني والتدريب المهني، ولا نعلم عن حقيقة هذه الاعتمادات التي تنتشر في الإعلانات على صفحات الصحف والمجلات. المدرب الكبير والدورات المعتمدة وبعض هؤلاء المدربين، لا يمتلك مؤهلا علميا أساسيا، فكيف يصبح مدربا معتمدا في غضون ليلة وضحاها، ليصبح اسما لامعا في عالم التدريب. لقد بات من الضروري أن تقوم المؤسسة العامة لتعليم الفني والتدريب المهني بتقييم هذه البرامج والدورات التدريبية، والاطلاع على محتواها، ومنح رخص تدريبية بعد أن تخضع المتقدم لمجال التدريب لاختبارات وتقييم، والاطلاع على المؤهلات العلمية والخبرات واعتمادها، وأن تنشر بشكل دوري الأسماء المعتمدة في التدريب والتخصصات المتاحة، ووضع منهجية واضحة لكل من يريد أن يتعلم ويكتسب مهارات جديدة في الحياة، وأن تمنع وتخالف كل من ينشر إعلانا لدورات لا نعلم محتواها ولا منهجها، مجرد استئجار قاعة في أحد الفنادق، ورسوم خيالية، وإعلانات بلا ضابط أو رادع. الدورات التدريبية التي انتشرت مؤخرا عن تدريب المدربين، وكيف تصبح مدربا في تخصص وأنت لم تغادر مكانك، مجرد أن تدفع رسوما وتحصل على الشهادة المعتمدة، فهذا نوع من الدجل على الناس، وخطر بالغ يتربص بالمجتمع.