بيروت: فاطمة حوحو

أجمع مراقبون لبنانيون على أن تريث رئيس الوزراء سعد الحريري في استقالته، يعيد الأمل على الاستقرار المعهود وعلى التفاهمات التي كانت تحكم اللبنانيين، مشيرين إلى أن اللبنانيين مجمعون على حفظ أرضهم وسلامتها وبناء لبنان ليعود بلد الخير والمستقبل، بعيدا عن الصراعات الإقليمية التي تسبب فيها حزب الله الموالي لإيران.
وقال المراقبون إن تريث الحريري في استقالته يحمل 10 رسائل على الأقل، يتصدرها أنها لم تنتج عن أي ضغوط سياسية، وأسقطت الأصوات المغرضة التي زعمت أن الحريري مختطف ورهن الإقامة الجبرية، كما أسقطت الحملة الدعائية المغرضة ضد المملكة العربية السعودية التي ثبت أنها حريصة على لبنان وشعبه.
وأضافوا أن تعليق استقالة الحريري، جمع الصف اللبناني وقطع الطريق على المنظمات الإرهابية لاستغلال الفراغ وإفساد الحياة السياسية في لبنان، كما أعطى هامشاً للتواصل مع كافة الأطراف السياسية وفرصة لتحصين الاستقرار في لبنان، علاوة على أنه يعني دحراً للأجندة الإيرانية المهيمنة على المشهد اللبناني العام، وتحييداً لحزب الله للانضواء في العمل السياسي.
وحسب المراقبين فإن تريث الحريري في استقالته جاء في إطار حرصه على عمل مؤسسات الدولة وعدم ترك لبنان وحيداً مختطفاً من حزب طائفي، وأنه يمنح الفرصة لمناقشة النقاط الخلافية من خلال وضع حزب الله عراقيل أمام الحكومة وأخذ التعليمات من النظام الإيراني بهدف تحويل لبنان إلى بؤرة إرهابية طائفية، كما يمثل تعليق الاستقالة رسالة إلى حزب الله بأن الحكومة لن تسمح بالتدخلات وترفض عسكرة لبنان.
تحقيق الاستقرار
أكد رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري، في كلمته بحفل افتتاح أعمال المؤتمر المصرفي العربي السنوي لعام 2017، الذي انعقد في فندق فينيسيا في بيروت أمس، أن هم الحكومة في الوقت الحالي، هو تحقيق الاستقرار والتكاتف جميعا لمصلحة لبنان، ويجب أن نصل إلى سياسة النأي بالنفس بالفعل وليس بالقول فقط.واعتبر الحريري أن المرحلة التي مرت هي صحوة لنا جميعا، ومن مصلحة لبنان ألا ننظر إلى المشكلات حولنا على الرغم من أهميتها، ولكن لبنان أهم.ومن جانبه، أكد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، أن تريث الحريري في استقالته حصن الليرة اللبنانية، وانعكس إيجابا على الأسواق والسوق المالية التي شهدت أمس عرضا لبيع الدولار.
درء المخاطر
في سياق متصل، رأى عضو «كتلة التنمية والتحرير» النائب علي عسيران، أن احتضان الرئيس سعد الحريري من جميع اللبنانيين، كان هذا تعبيرا صادقا عن فرحتهم بتعليق قرار الاستقالة، ورفضهم لأي ظلم ومن أين أتى، لحفظ أرضهم وحياتهم، من أي تدخلات داخلية أوخارجية، لافتا إلى أن الأثر الأكبر لتريث الحريري في الاستقالة جعل الجميع يقف صفا واحدا لمواجهة التحديات ودرء المخاطر، ولبناء الدولة القادرة والعادلة.