اليوم، ننظر بوضوح إلى ما حصل في لبنان من حروب وتشريد ودمار واغتيالات متعاقبة لشخصيات كبيرة، أبرزها الشهيد رفيق الحريري، فنصل إلى حقيقة أن حزب الله كان وسيبقى تنظيما شيطانيا

لا يمكن لعاقل أن يتابع الأعمال التي قام ويقوم بها حزب الله الإرهابي دون أن يطلق عليه اسم «حزب الشيطان». فهذا الحزب شارك منذ تأسيسه بقتل مئات اللبنانيين الشيعة من حركة أمل التي كانت لها سيطرة كبيرة على المناطق ذات الغالبية الشيعية، حتى وصلت الحال بنبيه برّي يومها إلى الطلب المباشر من خامنئي وقف دعم الحزب بالسلاح، وقال يومها: إن هذا السلاح أخطر على الشيعة واللبنانيين من إسرائيل نفسها، وسأل يومها بوضوح «ما الفرق بين حزب الله وإسرائيل».
كان كلام نبيه بري وقتها إشارة واضحة إلى المخطط الذي يسعى حزب الله إلى تنفيذه، ومن خلفه إيران التي كانت تمده بالسلاح والذخيرة والنفاق المستمر على هيئة فتاوى جهادية إرهابية، تحمل كثيرا من الشر والمشاريع الخبيثة لخدمة إيران ومشروع ولاية الفقيه الإرهابي، الحالم بعودة مهدي سرداب مهترئ لا يصل إلا بعد ازدياد القتل والجريمة والفجور في المجتمع.
اليوم، ننظر بوضوح إلى ما حصل في لبنان من حروب وقتل وتشريد ودمار واغتيالات متعاقبة لشخصيات كبيرة، أبرزها الشهيد رفيق الحريري، فنصل إلى حقيقة واضحة أن حزب الله كان وسيبقى تنظيما شيطانيا، يعمل جاهدا لخدمة مشروع ولاية إرهابية تدعى ولاية الفقيه، وقائدها خامنئي الرجيم الذي أشعل حروبا في كل دول المنطقة العربية، انتقاما من عربها ومسلميها بسبب أحقاد تعود إلى حقبة سابقة كان للفرس يومها أمجاد حطمتها سيوف العرب والمسلمين، بعد رفضهم الدخول في الإسلام بسلام، وكانوا أدوات غدر وحقد، فتم القضاء على إمبراطوريتهم البائدة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه.
اليوم، وصل حزب الله إلى سورية، فقتل عشرات الآلاف من أبنائها، واستمر بالقتل في العراق واليمن بذريعة محاربة الإرهاب، «الإرهاب» الذي لم يعرفه حزب الله بشكل سليم، وهو الذي يرى في كل مسلم وعربي إرهابيا، وكل ذلك لخدمة ولاية الفقيه ومن يقف خلفها من دعاة الإرهاب، فاستمر الحزب بالتصعيد والتحريض حتى وصلت به الوقاحة إلى زرع خلايا إرهابية، وتشكيل تنظيمات مسلحة، وتخزين سلاح في الكويت والبحرين، والتحريض على السعودية، والمشاركة بتدريب الحوثيين في اليمن، وتأمين وسائل الإعلام لخدمتهم في لبنان للتحريض على قتل السعوديين واستهدافهم بالصواريخ.
بحسب معلوماتنا مؤخرا، شكّل حزب الله خلايا في عدد من دول الاتحاد الأوروبي، لمراقبة شخصيات خليجية ورجال أعمال، وجمع المعلومات عن تحركاتهم ومراقبتهم بهدف اغتيالهم، وتعمل هذه الوحدات بأوامر مباشرة من الأمين العام لحزب الله، وينتسب إليها عرب مقيمون في أوروبا، وتجري لقاءاتها مع قيادات الحزب في سورية وإسطنبول، ويضيف مصدر المعلومات أن سفارات عربية وأوروبية تواجه خطرا حقيقيا في بيروت، فحزب الله يراقب عددا من الدبلوماسيين ويحاول جمع معلومات ضخمة عن أعمالهم وتحركاتهم ولقاءاتهم في بيروت، والتنصت على اتصالات بعض السفارات الغربية، والاستفادة من المعلومات التي يتم تداولها لمصالح تخدم حزب الله وإيران، التي تحصل على كل التقارير بشكل شبه يومي، بعد جمعها في بيروت وأوروبا.
إضافة إلى كل ذلك، فحزب الله يحاول جاهدا تعويض النقص في التمويل الذي يتلقاه من إيران عبر تشغيل أموال في أوروبا، وتحديدا في: ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، الدنمارك، السويد، والاستفادة من الأرباح التي يجنيها في تمويل عمليات إرهابية، وتجنيد خلايا إرهابية غير شيعية في أوروبا، يستخدمها الحزب لاستهداف عواصم معارضة لسياساته وسياسات إيران، أو داعمة للثورة السورية ضد نظام الأسد وطهران، ويستفيد الحزب أيضا خلال هذه العمليات بجعل محور الحرب دائما ضد الإرهاب الذي يدّعي انتماءه إلى الطائفة السنية، فيسهم الحزب في هذه العمليات بتشويه صورة الإسلام في الغرب، واعتباره خطرا على الأمن العالمي.
بعد كل ما ذكرناه، نتذكر قول الله تعالى: «اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَ?ئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ».
نعم، إنهم حزب الشيطان وأداته الخبيثة، ولا يتبعهم أو يتحالف معهم أو يؤيدهم إلا من هم على شاكلتهم من الذين باعوا كراماتهم وتضحيات رجالات وطنهم في لبنان والمنطقة، هؤلاء الذين باعوا قضيتهم وساحة شهدائهم التي جمعت صليبهم وقرآنهم ونضالاتهم في طرد الاحتلال السوري من لبنان.
اليوم، نستمر بمواجهة حزب الشيطان في لبنان، والاتفاقيات رباعية كانت أم خماسية، طالما هي لا تخدم العلاقات اللبنانية العربية، ولا تخدم اتفاق الطائف، ولا تخدم وحدة لبنان واستقراره واستقلاله، وطالما هذه الاتفاقات تكرّس سلاح حزب الله ولا تواجهه، فنحن مستمرون في المواجهة وكما طردنا الاحتلال السوري في 2005 سنطرد حزب الشيطان حسن وسلاحه وإيران ووليها السفيه، ومهديه المسردب خارج حدودنا، ولن نسمح لخزعلي العراق ومن يدور في فلكه على إعلان دولة صاحب الزمان أو صاحب الإرهاب من أرضنا العربية المباركة.
ستبقى علاقاتنا أيها الأصدقاء والأشقاء في المملكة العربية السعودية موحدة وقوية، ويدا بيد معكم، وبحزم سلمان الكرامة ومحمد العزم سننتصر لأوطاننا وقضايانا، ونطرد إيران وأذرعها من المنطقة، وستكون الكلمة الأخيرة لنا، وسيخرجون خاسرين، فلا كسرى بعد كسرى!.