الحسن أبو طالب

يا أبناء اليمن، منذ عشرات السنين والسعوديون واليمنيون إخوة متحابون، فلا يكاد يخلو مجلس سعودي من يمنيين، ولا تكاد تخلو حارة سعودية من أسرة يمنية أو أكثر، يتشاركون أفراحهم واحتفالاتهم وأحزانهم.
عاداتهم واحدة، وتقاليدهم واحدة وفنهم واحد، وطعامهم واحد، وأصبح السعودي يغني: وامغرد بوادي الدور، واليمني يشدو: بالأماكن، فضلا عما يجمع بين الشعبين من نسب ومصاهرة.
وأستطيع أن أقسم، أنه لا يوجد سعودي من تبوك إلى الطوال إلا وله أصدقاء وأحبة من اليمن، ولا غرابة فالشعبان تجمعهما العروبة والنسب واللغة والدين والجوار.
من جهة أخرى: فمنذ عشرات السنين والفرس «إيران» أعداء للعرب، وللسعودية على وجه الخصوص، ولا يكاد يمر زمن يسير إلا وتظهر مكائدهم، وأحقادهم، حتى في شعيرة الحج، وما زالت تفجيراتهم وشغبهم وقتلهم الحجاج في نفق المعيصم، وكوبري الجمرات، وإسكان الشرقية، شاهدة على أحقادهم، وما زالت جرائمهم ظاهرة وواضحة في العراق وسورية ولبنان.
من أجل ما سبق كله، لم يكن يتوقع سعودي ولا يمني أن واحدا منهم يمكن أن يتحالف مع الفرس ضدهم، وما كان يتوقع أحدهما أن يفتح يمني بيته لقوم لا يعرف لغتهم ولا يدين بدينهم، ويشاركهم كيدهم ضد وطنه، وضد أخيه وجاره، فالرجولة والنخوة والشرف والوفاء، تأبى ذلك.
ولكن للأسف، فأحقاد المخلوع جعلته يتنكر لليمن واليمنيين، ويحاول الانتقام منهم لأنهم رفضوا سلطته، فتحالف مع خصمه الذي سبق وقاتله لأنه خان وطنه، ومنح ولاءه لإيران، فاستولى الخائنان وعصاباتهما على اليمن، وأخرجوا حكومتها ورئيسها مدعومين بالمال والسلاح الإيراني، وحشدوا قواتهم على الحدود السعودية، وأعلنوا مناوراتهم مهددين بلاد الحرمين الشريفين.
ولكن شرفاء اليمن وقفوا في وجوه الخونة، وأعلنوا رفضهم الاحتلال، واستعانوا بأشقائهم وجيرانهم. وها هم جنبا إلى جنب يذودون بأرواحهم عن أرض اليمن والسعودية.
ورغم أنوفكم أيها الخونة ستبقى السعودية جارة لليمن، لأنكم لن تستطيعوا العبث بجغرافية المنطقة، ورغم أنوفكم سيغني اليمني لمحمد عبده، وسيأكل الكبسة، ورغم أنوفكم سيغني السعودي لأيوب طارش، وسيأكل بنت الصحن، ولن يستطيع الإيراني الغناء بلغتنا، ولن يأكل طعامنا.
أما أنتم أيها الأوغاد، الذين خنتم شعبكم وغدرتم بجيرانكم، فأتمنى لمن لم يقتل منكم أن يجيد الغناء بالفارسية، ويعتاد على الطعام الفارسي، رغم أني أعتقد أنه لن يكون مرحبا بكم في طهران.