إن توفر بيئة عمل صحية للعاملين يضمن نجاح أي عمل من الأعمال، ويصبح العمل بوجودها أكثر إنتاجية وإيجابية، ويعزز من العلاقات الطيبة بين العاملين
من أهم المقومات لأي منشأة أو منظمة تطمح إلى زيادة إنتاجية موظفيها هي بيئة العمل الصحية، فقد تفوقت شركات كثيرة على منافساتها لعدة أسباب، من أهمها خلق بيئة عمل صحية، وعلى سبيل المثال لا الحصر، شركة جوجل، فهي من الشركات التي تبهرك بالطريقة التي تتعامل بها مع موظفيها، فعلى الرغم من أنها تدفع مبالغ عالية جداً مقابل العمل فيها، إلا أنها بالإضافة إلى ذلك توفر مناخا وبيئة عمل تفاعلية اجتماعية وحيوية داخل أروقتها.
هناك عدة عوامل تجعل من بيئة العمل صحية في أي منشأة أو منظمة، أذكر لكم أهمها، مع ذكر بعض التفصيل في كل عامل على حدة:
الوضوح، والشفافية، وتقبل آراء الموظفين، ومناقشتها: عندما يشعر الموظف أن ما يقدمه للمنشأة أو المنظمة هو محل تقدير، وعندما يستشعر أن العمل الذي يقوم به يرفع من كفاءة المنشأة أو المنظمة، ويرفع من إنتاجيتها، ويحَسن من طريقة عملها، أو على أقل تقدير يشعر بأن له تأثيراً إيجابياً على المنشأة أو المنظمة ككل؛ فإن ذلك كله يعزز من بيئة العمل، ويجعلها أكثر جاذبية، وأعلى إنتاجية.
طريقة تعامل الموظفين فيما بينهم، ومع مرؤوسيهم: إن هذا العامل يعد من أهم العوامل المساعدة على خلق بيئة عمل صحية؛ فالموظفون، ومرؤوسوهم في الغالب يلتقون كل صباح، ويقضون وقتاً طويلاً معاً كل يوم في مقر العمل، فبمجرد أن يشعر الموظف بوجود فجوة بينه وبين زملائه أو مرؤوسيه سيشعر بلا شك بإحباط، وستقل إنتاجيته، وسيثقل عليه المجيء كل صباح إلى مقر العمل.
الموازنة بين العمل والحياة الشخصية: كما أن العمل مهم جداً في حياة الإنسان لتحقيق طموحاته، وتأمين احتياجاته، فإن وجود موازنة بين العمل والحياة الشخصية أمر مهم جداً لتحقيق بيئة العمل الصحية، فالموظفون الذين ينعمون بحياة عائلية صحية، واستطاعوا تأمين كثير من احتياجاتهم، وتحقيق كثير من أهدافهم في الحياة هم في الغالب من يبدعون في العمل لشعورهم بالرضا، والثقة، وعدم وجود ضغوطات خارجية تعيق إبداعهم، وتفوقهم في عملهم حتى من كانت لهم تجارب، وعقبات متنوعة في الحياة يمكنهم أن يستفيدوا من هذه التجارب في العمل، ولا نغفل الدور المهم على عاتق المديرين، بتقديم الدعم المتواصل لموظفيهم لإيجاد هذا التوازن المثمر، فلا ينبغي الضغط على الموظفين بالطرق التي يمكن منها التأثير على حياتهم اليومية أو القيام بواجباتهم الضرورية.
تقدير الموظفين المتميزين: لا شك أن تقدير الموظفين المتميزين يخلق بيئة عمل صحية، ويعزز مبدأ العدالة في أي منشأة أو منظمة، ويحسن هنا التنويه إلى مسألة مهمة جداً، وهي المعايير المعتمدة لمعرفة الموظف المتميز من غيره، فلا بد أن تكون هناك معايير واضحة لتحديد المتميزين حتى لا يؤثر ذلك سلباً على غيرهم، كما أنه لا بد من إيجاد حوافز مجدية للحفاظ على الموظفين المتميزين في المنشأة أو المنظمة.
عمل الفريق الواحد: في كرة القدم انسجام الفريق، وتجانس لاعبيه يوصلان الفريق إلى تحقيق الأهداف على أي فريق منافس مهما كان قوياً. كذلك الحال في مقر العمل فإن انسجام الفريق، وتجانسه عامل مؤثران جداً في جودة العمل الذي يقدمه كل فرد من أفراد الفريق.
التدريب والتطوير المستمران: معرفة إمكانيات الموظفين، وتحديد مناطق الضعف عند كل موظف عامل مهم جداً في عملية التدريب، والتطوير، فأي منشأة أو منظمة تطمح إلى زيادة كفاءة وأداء موظفيها، عليها تفعيل هذا العامل المهم.
إن توفر بيئة عمل صحية للعاملين يضمن نجاح أي عمل من الأعمال، ويصبح العمل بوجودها أكثر إنتاجية وإيجابية، ويعزز من العلاقات الطيبة بين العاملين، فيشعر كل واحد منهم أنه بين أهله وإخوانه، وقطعاً سيصعب عليه جداً التخلي عنهم لأي سبب كان.