شركاتنا الوطنية وما أكثرها، دون تحديد اسم بعينه أو نشاط بحد ذاته، فمنها من يعمل في مجالات واستثمارات متعددة، وأخرى لها نشاط معين كالمصرفي والاتصالات ومجال البتروكيماويات وغيرها، كل هذه الشركات الوطنية لها مداخيل كبيرة تعلن عنها من خلال قوائمها المالية التي يتم الإعلان والإفصاح عنها بشكل فصلي كل ثلاثة أشهر، خصوصا أن أغلبها شركات مساهمة وأسهمها مطروحة في السوق المالية السعودية.
وكما هو معروف في نظام البلد الاقتصادي لا توجد ضرائب على هذه الشركات وما تجنيه من مداخيل (نسأل الله أن يزيدها) مثل أغلب بلدان العالم التي تفرض ضرائب سنوية، وهذا بالطبع غير معمول به في المملكة العربية السعودية، السؤال الكبير الذي يفرض نفسه ما الذي قدمته هذه الشركات الكبيرة العملاقة أو المتوسطة منها والتي تجني مئات الملايين، بل وبعضها المليارات من خلال برامجها لخدمة المجتمع؟ وهل لديها أصلا برامج لخدمة المجتمع من ضمن نطاق مسؤوليتها الاجتماعية تجاه البلد وأهله؟ فما تجنيه من أموال طائلة هي من مشتريات العملاء، وهم الشعب من خلال شراء أو استخدام منتجاتها أيا كانت، إذاً ماذا قدمت هذه الشركات بشكل عام باستثناء بعض الشركات التي تقدم بعض البرامج البسيطة على استحياء، أما الغالبية العظمى فلا حس ولا خبر تجاه المواطن البسيط، والشريحة المستهدفة من مثل هذه البرامج هل قدمت مستشفيات أو مستوصفات لعلاج المواطنين؟ هل بنت مدارس لبعض الأسر؟ هل تبنت وتحملت نفقات دراسة طلاب في جامعات خارجية؟ هل وفرت مساكن لذوي الدخل المحدود من المحتاجين، مع الأسف لو بحثنا سنجد النتيجة صفرا.
أتمنى أن يتغير الحال وتستشعر هذه الشركات مسؤوليتها تجاه الوطن والمواطن، فهو السبب الأول والرئيسي بعد الله -سبحانه وتعالى- في تنمية مواردها.