ما دفعني إلى عنونة المقال بهذا العنوان هو كلمة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ، عندما ألقاها على جموع الحاضرين من نخب الداخل والخارج، وهو ممتلئ بعنفوان الشباب وإرادة قوية وعزيمة حاضرة في تغيير الحاضر وصناعة المستقبل.
يقول الأمير محمد: إن لدينا فرصة لننتقل إلى عهد جديد، ولدينا مجموعة من الأصدقاء لنبني معاً أكبر طاقة شمسية في العالم، وشدد على أن أهم عنصر لدينا في الوطن هو الشعب السعودي الكريم، خصوصاً شبابه الذين يمثلون الغالبية العظمى بين شرائح المجتمع، ولذا سننطلق معاً نحو المستقبل الجديد.
إن مساحة مشروع نيوم تقدر بحوالي 26.5 ألف كيلو متر مربع، وهو مدخل رئيسي لجسر الملك سلمان الذي يربط بين قارتي آسيا وإفريقيا، ويعتبر أول منطقة خاصة تمتد بين ثلاثة دول، حيث يطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كلم، ويمتد داخل حدود جمهورية مصر العربية والمملكة الأردنية الهاشمية، ومن أهم سماته الإستراتيجية أن 70% من سكان العالم يمكنهم الوصول إلى الموقع خلال 8 ساعات.
يركز هذا المشروع العملاق على تسعة قطاعات متخصصة، تستهدف مستقبل الحضارة الإنسانية، ويتكون المشروع من عدة مراحل، علماً بأن المرحلة الأولى ستكون جاهزة تماماً في العام 2025، ويعد مشروع نيوم اليوم نقلة كبرى تؤهل المملكة العربية السعودية إلى الريادة العالمية في مختلف جوانب الحياة، ويهدف العملاق الاقتصادي إلى جذب سبل الاستثمار إلى المنطقة، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للشباب والشابات في المملكة.
لو تساءلنا ماذا يقدم مشروع نيوم للشعب والمواطن، فإننا نجد من خلاله أنه يقدم خدمات مدنية تقنية في مجالات الصحة والتعليم والنقل والترفيه، ويقدم كذلك فرصاً متنوعة للنمو والتوظيف، ويساهم في توفير بيئة معيشية رفيعة المستوى، كما يمتلك تخطيطا عمرانيا متطورا، ومن خلال هذه المعايير العالمية في رفاهية مستوى المعيشة، نجد أن الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله، يؤكد أن هذا النموذج العالمي الفريد سيتكرر في العديد من مناطق المملكة الفسيحة.
وكما هو معلوم فإن بيئات التطرف والعنف في المنطقة هي العامل الرئيسي في طرد الاستثمار الأجنبي إلى الداخل، ولأن المملكة العربية السعودية من أكثر البلدان في العالم جهوداً في محاربة الإرهاب والإقصاء الفكري، فقد أعلن الأمير محمد بن سلمان أنه سيدمر الإرهاب إلى الأبد ويقتلع جذوره في بلادنا، وفي هذا الإعلان المدوي إقناع قوي لجذب المزيد من رؤوس الأموال العالمية، وتصويب بوصلتهم تجاه هذه البلاد التي حباها الله عز وجل وأنعم عليها بموقعها الإستراتيجي.
لقد تفاعل الشباب السعودي مع كلمات ولي العهد عندما قال إن لدينا أحلاما كبيرة وسننفذها في مشروع نيوم عبر بنى تحتية وقطاعات تبدأ من الصفر ولن تكون تقليدية، وعندما قال إن الشعب السعودي يحفزني، والشباب هم سلاحنا الحقيقي، وسنجمع المبدعين والموهوبين من كل أنحاء العالم لصنع شيء مختلف.
إن عناصر نجاح مشروع نيوم كلها موجودة ومتوفرة في السعودية، وسيسعى القائمون عليه لجعله نقطة جذب جديدة ستنقل المملكة إلى موقع ريادي حول العالم من الناحية الاقتصادية والتقنية والمعرفية، وسيدفع ذلك إرادة سياسية وشعبية قوية تتكاتف مع بعضها لتعزز من نجاح وإبراز هذا المشروع العملاق.
كما تفاعل العالم ورجال الاقتصاد مع مشروع نيوم، فرئيس سوفت بنك ماسايوشي سون يقول: التقيت قادة حول العالم، ولم أر قائداً بسن يافعة يحمل شغفاً كبيراً مثل الأمير محمد بن سلمان، بينما أكد رئيس شركة بلاكستون أن مشروع نيوم متكامل البنيان وسيمتد تأثيره إلى كل العالم.