كي يعرف كل قادم إلى هذا البلد أننا نشكر، وأننا نتذكر كل من قدم إلينا فقدم علمه أو جهده.
كي يعرف كل قادم إلى هذا البلد أننا نشكر، وأننا نتذكر كل من قدم إلينا فقدم علمه أو جهده. على الطائرة العائدة لأبها من الرياض كان والد الطفل المريض يطلب بإلحاح أن أنصف طبيبه الكريم البروفيسور حسان الصلح، استشاري أورام الأطفال والمدير التنفيذي لمركز الملك فهد لأورام الأطفال. كان يصفه بأبي الأطفال وصديق الآباء الذين أجبرتهم الأقدار أن يترددوا عليه. يقول عنه: إنه العيادة القريبة المتحركة من كل طفل شاء له الله هذه المعاناة بمثل ما هو هاتف الجوال المفتوح على مدار اليوم، وبالليل مثلما هو بالنهار، لأن ظروف المرض وطبيعته تستلزم هذه الحاجة.
أنا لم أقابل حسان الصلح، ولم نتقاطع فيما بيننا لأي لحظة من الزمن. تواتر اسمه معي أثناء حديث الأب ووجه الطفل المريض الذي استغرقه زمن رحلة طائرة وكان فيها هذا القروي أسيراً لأفضال طبيب. لا أعرف حسان الصلح ولكنني مدين لكل إنسان يحمل الأمل للأطفال و الآباء من ثنايا الألم، مثلما أنا مدين لكل من يحاول أن يزرع البسمة في الوجوه المكتئبة. ساعة كاملة والأب يحدثني عن البروفيسور. بعدها كان لا بد لي من السؤال. هاتف جديد إلى مكلوم قديم تقاطع ذات يوم بعيد جداً مع مركز الملك فهد لأورام الأطفال. أتعرف حسان الصلح؟ كان معي في كل مكان في لحظة عاصفة من الزمن. كان الاستشاري الضخم الذي بنى الأمل طوبة وراء طوبة و كان العادل الذي لا فرق لديه بين الأطفال المرضى. كان معي مثلما هو مع الجميع من اللحظة الأولى حتى اختار الله وداعته. كان معي ونسيت أنه الطبيب الاستشاري وبقي لي أنه الإنسان الذي يكتنز كل معاني هذه الكلمة. كان بجواري ساعة أقسى الأخبار ولم أكن أظن أنني سأنساه، للأبد ولكنني نسيته حتى ذكرتني به. شكراً حسان الصلح لا تعرفني مثلما لا أعرفك إلا في تقاطعات من ذهبوا قدراً إليك. كيف ننصفك؟