أبها: الوطن



استنتج باحثون أن دراسات تصوير الدماغ الخاصة بالأطفال تعاني من التنوع خلال النمو، إذ اكتشفت الدراسة الجديدة أن أدمغة الأطفال من آباء متعلمين وأثرياء مختلفة عن أدمغة الأطفال من الطبقات الاجتماعية الأقل ثراء أو تعليما، الأمر الذي يشكك في نتائج كثير من الدراسات التي تجرى حول الأطفال في العالم. 

قياس النمو
ذكر فريق البحث في دراسته التي نشرتها مجلة Nature Communications الأميركية، أنه قام بإعادة تحليل البيانات من دراسة كبيرة استخدمت تصويرا بالرنين المغناطيسي لقياس نمو الدماغ في الأطفال من 3 - 18 عاما.   وكمعظم دراسات تصوير الدماغ للأطفال، هذه الدراسة تضمنت عددا غير متكافئ من الأطفال الذي لديهم آباء حصلوا على تعليم عال، ودخلهم الأسري مرتفع. فمثلا آباء المشاركين وأمهاتهم كانوا أكثر ترجيحا من الآباء العاديين في حمل شهادة تعليم متقدمة، كما أن دخل الأسرة الأكثر ترجيحا يتجاوز 375 ألف ريال في العام الواحد.
لذلك، قرر الباحثون أن يروا ما إذا كانت النتائج مختلفة في حال مثلت العينة السكان الأميركيين بشكل عام، دون النظر إلى الشهادات العالية والمال الوفير.
تقول البروفيسور المساعد في جامعة كاليفورنيا كاجا ليوين «كنا قادرين على وزن تلك البيانات كي تصبح أكثر شبها بالولايات المتحدة من ناحية العرق والدخل والتعليم ومتغيرات أخرى».

تغير جذري
عندما قام الباحثون بذلك، فإن صورة تطور الدماغ «الطبيعي» تغيرت بشكل جذري. فمثلا، عندما عكست العينة السكان الأميركيين، وصلت عقول الأطفال أرقاما قياسية بشكل أبكر.
أحد هذه الأرقام القياسية تضمنت إجمالي سطح قشرة الدماغ التي تلعب دورا مهما في الذاكرة والتفكير، وكشفت البيانات غير الموزونة أن منطقة السطح هذه استمرت في الزيادة حتى عمر 12 عاما. وكشفت البيانات الموزونة ذروة أكبر في مرحلة نمو مبكرة أي قبل سن العاشرة.
كما كشفت البيانات غير الموزونة نمو عدة مناطق في مقدمة ومؤخرة الدماغ في الوقت نفسه. ولكن كشفت البيانات الموزونة نمطا مختلفا، فالمناطق المتجهة إلى الخلف في الدماغ، والتي تقوم بأشياء مثل عملية إدراك المعلومات البصرية، هي التي نمت أولا. وفي الوقت نفسه، المناطق المتجهة نحو المقدمة في الدماغ، ولها دور في التفكير وإصدار الأحكام، هي التي نمت متأخرة.
هذه الدراسة لا تتطرق إلى ما قد تعنيه هذه الاختلافات بالنسبة للنمو العاطفي والذهني لدى الأطفال. فقد كانت النقطة الأساسية التي يسعى إليها الباحثون هي النظر في العينة المستهدفة، أو من يطلق عليهم «الطبيعيون».

البلوغ ونمو الدماغ
تقول ليوين: الفكرة هي أن الدماغ عادة ينمو بشكل أبكر في المنطقة الخلفية، وينمو بشكل متأخر في المقدمة، وهي فكرة «متوافقة مع فهمنا الواسع للنمو الدماغي».
وهذا سبب وراء النظرية العلمية التي يتمسك بها علماء الدماغ، بأن إصدار الأحكام والتحكم بالنبض ليسا ناميين بشكل كامل حتى بلوغ الناس العشرينات من أعمارهم.
هذه الدراسة تشير إلى أن أدمغة الأطفال من أصول وأعراق مختلفة، ربما تنمو بشكل مختلف. وأضافت «الدماغ متجاوب بالفعل للخبرة. وهذا أمر علينا أن نعيره انتباهنا».

التأثير على الدراسات
يقول الباحثون، إن دراسات تصوير الدماغ عادة تجذب مجموعة نمطية من الناس، فمن المرجح أن المشاركين في أي دراسة يسكنون جوار جامعة رئيسية، وهو المكان الذي عادة ما تجرى فيه الدراسات.
وأضافت، هذه العينة الأكثر ترجيحا لأن يكونوا «من ذوي البشرة البيضاء، وذوي الدخل المرتفع، والمستوى التعليمي العالي، وقد تكون لهم شبكات اجتماعية مختلفة».
وبينت أن أحد أسباب التأثير على دقة الدراسات، هو أن أكثرها التي تجرى في الجامعات عادة ما تجذب الناس الذين لديهم صلة بالجامعات نفسها.
لذا، فإنه يجب أن نضمن أن المشاركين في أي دراسة يعكسون السكان بشكل عام، فيجب اتخاذ خطوات لضم أطفال من أعراق وأصول ومستويات تعليمية ومستويات دخل وبيئات معيشة مختلفة.