الصمت والتجاهل اللبناني والعربي، أفضى إلى قيام ثم سيطرة تنظيم حسن على لبنان، وليس من المعقول أن يتكرر ذلك الصمت والتجاهل مع تنظيم الحوثي
الذين يعرفون تاريخ نشأة (تنظيم حسن!) المسمى حزب الله في لبنان، يدركون أن هذا التنظيم ثمرة فكرة تصدير الثورة التي اعتمدها (تنظيم الولي الفقيه!) في طهران بعد أن نجح في احتلال دولة إيران، ونظرا للصمت اللبناني والعربي، ودعم الجيش السوري آنذاك، بدأ (تنظيم حسن!) الإرهابي، ومنذ عام 1982 يكبر شيئا فشيئا، وكانت الظروف مواتية ليتفرعن باسم المقاومة، التي كان النظام السوري يدعيها من قبل، وبسيناريو تمثيلي محكم بين طهران ودمشق وتنظيم حسن من جهة، والعدو الإسرائيلي من جهة أخرى، انسحب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان، وتبع ذلك تمثيليات تبادل الأسري بين إسرائيل وتنظيم حسن، الذي من يومها وحتى الآن لم يطلق رصاصة واحدة نحو تل أبيب، مثله في ذلك تنظيم الولي الفقيه، في طهران وتنظيم الأسد في دمشق، والتنظيمات الثلاثة ترفع الشعار وتحتفظ دائما بحق الرد!
(تنظيم حسن!) الإرهابي الذي يسعى للسيطرة على لبنان، بدعم مباشر ومعلن من تنظيم الولي الفقيه، نجح في التمدد، والتدخل في الشأن السياسي اللبناني، والمشاركة في الحكومة بالعدد الذي يعطل مشاريع الدولة اللبنانية، ويخضعها لإرادة التنظيم، الذي يهدد كل من يعارضه، ويغتال من لا يهاب تهديداته، وفي ذات الوقت صار هذا التنظيم أداة إرهابية قوية بل باطشة في يد تنظيم الأسد السوري، ومنذ خروج الجيش السوري من لبنان، نفذ تنظيم حسن عدة اغتيالات لشخصيات بارزة في لبنان بطلب من تنظيم الأسد، أشهرها اغتيال رفيق الحريري!
(تنظيم حسن!) الإرهابي، لم يقتصر نشاطه على لبنان، وإنما صار يحيك مؤامرات للاغتيال وإثارة الفوضى والدعوة إلى الثورة ضد الأنظمة، وكشفت خلاياه في عواصم خليجية وعربية، منها (الكويت والمنامة والرياض والقاهرة)، وهذا كله يتم بدعم وتدخل ومشاركة تنظيم الولي الفقيه في طهران!، والآن أصبح تنظيم حسن الإرهابي دولة أقوى من دولة لبنان نفسها، ويتصرف دون اعتبار لوجود الدولة اللبنانية، فها هو التنظيم يخوض الحرب على الشعب السوري دعما لتنظيم الأسد، في الوقت الذي تكرر فيه الحكومة اللبنانية وقوفها على الحياد!
سردت هذه الحكاية الموجزة، من أجل أن أقول للذين يتساءلون حول الحرب القائمة لدعم الشرعية في اليمن!.
(تنظيم الولي الفقيه!) وربيبه (تنظيم حسن!) سعيا إلى إنشاء ربيب جديد لهما في اليمن، عبر ما سمي (حزب أنصار الله!)، وهذا الحزب المزعوم ليس سوى (تنظيم الحوثي!) الإرهابي الجديد، الذي يسعى تنظيم الولي الفقيه إلى تكبيره حتى يستولي على دولة اليمن، كما استولى تنظيم حسن على دولة لبنان!، وهذا يعني تكوين خنجر مسموم في خاصرة المملكة العربية السعودية الجنوبية، ولهذا فحين استفحل أمر التنظيم الحوثي في اليمن، وأخرج الحكومة الشرعية، بادرت المملكة إلى تكوين تحالف عربي لإعادة الشرعية إلى اليمن بناء على طلب قيادتها الشرعية، ومن هنا قامت الحرب!.
الذين يتساءلون عن إطالة أمد هذه الحرب لأكثر من عامين حتى الآن، إما أن هدفهم إثارة الشكوك حولها، أو أنهم لا يعلمون أن تنظيم الحوثي له خلية في كل محافظة أو قرية أو حي داخل اليمن، مع ما يكتنف ذلك من تعقيدات جغرافية وإنسانية، ولهذه التعقيدات فإن ضرب هذه الخلايا المختبئة والمتحركة بين الناس والأحياء يعني تدمير منشآت وقتل مئات الأبرياء، وقيادة التحالف حريصة على المنشآت الحيوية في اليمن وعلى أرواح غالبية الشعب اليمني البريء، والمتضرر من إرهاب التنظيم الحوثي !.
ولهذا فإن توقف الحرب دون إيجاد حل سياسي يتضمن تسليم جميع أسلحة تنظيم الحوثي، ودون تمكين الحكومة الشرعية من القيام بمسؤولياتها، إذا لم يتم كل ذلك، فإن توقف الحرب يعني السماح لقيام تنظيم إرهابي في جنوب المملكة، سيكبر ويتمدد حتى يحكم قبضته على دولة اليمن كما فعل تنظيم حسن في لبنان!، وبالتالي يصبح لتنظيم الولي الفقيه ذراع قوية في جنوب السعودية، يستطيع أن يمدها متى شاء لإثارة الفوضى والاغتيال داخل المملكة!.
قلت في بداية المقال إن الصمت والتجاهل اللبناني والعربي، وربما عدم الدراية الكافية بأهداف تنظيم الولي الفقيه آنذاك، أفضى إلى قيام ثم سيطرة تنظيم حسن على لبنان، وليس من المعقول أن يتكرر ذلك الصمت والتجاهل مع تنظيم الحوثي!؟
ولهذا جاءت تأكيدات ولي العهد وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان على استمرار الحرب حتى يتم حل سياسي جذري للقضية اليمنية، وقطع دابر تنظيم الولي الفقيه من اليمن كليا!
أرجو أن أكون وفقت في توضيح الصورة للمتسائلين، سواء الذين لا يعرفون ويتساءلون ببراءة، ويبحثون عن إجابة مقنعة، أو الذين يعرفون ويتساءلون بخبث للتشكيك في الأهداف أو الإمكانيات!، وهؤلاء لن يقتنعوا ولكن ليعرفوا أنهم معروفون وغير ذوي قيمة مطلقا!، فالقافلة تسير....!.