المحللون لشركات الأسهم لديهم مصطلحات تفسر الواقع المالي للسوق، فيقال نتائج أرباح الربع والنصف الأول، وهكذا، ويمكن مطابقة ذلك على وضعية التنافس الكروي لسباق الكبار الذي وصل إلى مؤشر الربع الأول ولم تلُح في الأفق بارقة عطاء مقنع، باستثناء العطاء المضني الذي قدمه الأهلي، وتحديدا بعد خروجه من الركض الآسيوي، ويبدو أن هذا التميز يعود إلى تركيزه على التنافس المحلي.
مواجهة اليوم التي تجمع قطبي الرياض «الهلال والنصر»، تمثل منعطفا مهما لمؤشر الصراع، وهو الشيء الذي لم نشاهده في الأسابيع الماضية، حتى رغم الصراع الذي جمع الاتحاد والأهلي وانتهى بفوز الأخير، ولم يرتق النزال إلى الندية المعتادة، وربما إن عدم توازن العميد إداريا وفنيا واكتمال الأهلي، صنعا المفارقة، غير أن الأمور ستكون مغايرة في مواجهة الرياض.  فالأسماء حاضرة، والمدربون يملكون الأسلحة، والحافز يختال أمام عناصر الفريقين، وتحديدا لاعبي النصر الذين دخلوا أجواء مغايرة خلال الأيام الماضية، إذ تضاعف الاهتمام، وظهرت أرقام مالية مغرية لكل لاعب، في حال تحقيق الفوز، وهو الجانب الغائب سلفا، بدليل عدم استلامهم جزءا كبيرا من مرتباتهم، فضلا عن مقدمات العقود التي ما تزال في مهب الريح. وفي الطرف الآخر، يغلف صمتٌ مطبق داخل البيت الأزرق، رغم قرب المسافة بين المعقلين، ويبدو أن سياسة الرئيس الحديدي الأمير نواف بن سعد، تجسد هذا المسلك، لإبعاد عناصر الفريق عن الشدّ، وعدم استنزاف جهدهم الذهني، كي يكونوا حاضرين في ساحة الوغى أمام الخصوم. مواجهة الخميس ستعيد تقليب أوراق الخماسية الثقيلة التي حضرت في اليوم ذاته، رغم اختلاف الظروف، ففي مواجهة ختام الموسم الماضي توارى كثير من النصراويين عن المشهد، وأطلق البعض عليها خماسية «الهروب الجماعي»، لكن الأمور اليوم مختلفة، وتمثل لأصفر الرياض رد دين، ومصالحة جماهير، وفرصةً لتعكير الأجواء على الخصم الذي يتجهز لمعركة الحسم الآسيوي.
وفي المقابل، الزعيم ينشد التمسك بالقمة ومواصلة لحن المكاسب. فمن يطرق أبواب النصر ويعلن الخسارة الأولى لمنافسه في مواجهة رد الدين وتأكيد الحضور؟. نسيت، قبل أن أختم مقالي، أؤكد أن فتح المجال لحضور الصافرة الأجنبية في جميع المباريات، وبدعم من الهيئة، سيحدث الفارق في النتائج، وبالتالي لن يكون هناك مجال للإسقاط على المحلي. فتحية لأفكار الهلال صاحب المبادرة، وألف تحية لهيئة الرياضة التي وضعت الموازين متساوية لكل الأندية.