وفاء الغامدي
صباح الأعياد الخالدة في جنات عدن.. يا أمي.. ويا أبي صباح ابتسام الرضا وبشائر الرضوان في فردوس الخلود..
ليلة العيد طويلة يا والديّ الحبيبين! تجهش بالذكرياتْ! وملامح العيد تتزين في خَلَدي بتفاصيل الجمال والكمال اللذين تصنعانه بتلقائية المفطور على الكرمِ حسًّا.. والبذخِ عطاءً، والفرح حبا!
مدهِشة هي الأعياد التي حظيت بكما!! مثيرة للزهو والسخاء، كل هذه العناوين الباذخة الحس، كانت تتمثل في تفاصيل شائكة تقترفانها بتلقائية بالغة الصدق والامتثال لأمر سماوي يُلبس كل ما تفعلانه وتقولانه قدسية المؤمن البار بعطايا البرّ الرحيم، بدءا بترقب الإعلان عن العيد مع بالغ الأمنيات بالاستزادة من الأيام المباركة، فما إن يلوح هلال العيد في سماء المترقبين حتى تعلو البشائر وجهيهما وتنهمر دعوات الحمد والثناء من شفتيهما وفي صخب آسرِ السكون يغمُرنا دفء قلبيهما ونغرق في الدعوات ونلوذ بحمى رضاهما، فنخفض جناح الذلّ لشهيّ برهما وننهل من معين القُبَل أشهاها من جبينهما ووجنتيهما وكفيهما وباطن قدميهما…
ياااه ما ألذّهُ من بر! وما أعزّهُ من ذل لأعظم قلبين في حياة كل إنسان!! كم يعصرني الحنين لجنة برهما والتلذذ بالإحسان إليهما!!.
صباح العيد يا أبت صباح التاريخ المنقوش على تجاعيدك الشامخة عزًّا وكرمًا.. صباح عنفوان عباءتك المعتقة بأمجاد المواثيق وسؤدُد الرجال الأحرار.. كم بي من الشوق يا أبت للجلوس بين يديك لأُطيّب (بشتك) وأُبخِر قصبه المنسوج بفخار المانحين الباذلين.. وعمامتك التي ألبستها الإباء والنبل والجود.. رحمك الله أبًا رحيمًا وفارسًا شجاعًا وشاعرًا أبيًا..
صباحك? يا أمّاه!
صباح القلب الرحيم والروح الكريمة.. أمي! في حضرتك يترجّلُ العيد عن ظهر الأيام لتمتطي صهوة الفرح الأنثوي الفاخر.. فتمتدّ أكفك البيضاء التي فُرِشت بالحناء لتكون غامرة الترحاب.. باهظة الحسّ بمراسم استضافة العيد في أدقّ التفاصيل وأرقاها.. صباح ابتسامتك التي تدهش وجه العيد فيلقى الناس منتشيًا جذلانا!
صباح صوتك معزوفة الحنان والشغف اللذيذ الذي يجذبنا كمغناطيس لكل إشارة وإيماءة ويسحرنا بكل همسة!!
كم بي من الوجد يا أمي لرائحتك وشذا أنفاسك التي تلفني كلما ارتميتُ في حضنك الغض!!
سيدَة الصباحات الفاخرة.. سيدة مذاق القهوة العربيةِ المجيد.. سيدة الترحاب والضيافة والجمال! رحمكِ الله أمًّا رؤومًا وقلبًا وارفًا ولسانًا طيبًا ذاكرا. صباح العيد والفرح الذي سأرتديه جميلًا فاتنًا كما تحبان.. صباح يقبل جبين كل الأمهات والآباء، فلا الأعياد ستبقى فارهة بعدهما!!.
في ذكرى العيد المفقود بفقدهما!