صحيفة لوس أنجلوس تايمز

لقد أدت الحروب وعدم الاستقرار السياسي والاضطهاد في جميع أنحاء العالم إلى تشريد حوالي 66 مليون شخص، مما يُعد أكبر عدد من أي وقت مضى في التاريخ الحديث، متجاوزا عدد اللاجئين أثناء الاضطرابات التي شهدتها الحرب العالمية الثانية. إنهم أناس من جميع الأعمار يعانون في البحث عن ملاذات آمنة ويتطلعون إلى مستقبل أفضل.
وعلى الرغم من تزايد تراكم البؤس الإنساني الذي يعانيه هؤلاء اللاجئون، فإن إدارة ترمب تدرس استجابة أكثر صرامة: تقليل عدد اللاجئين الذين ستقبلهم الولايات المتحدة سنويا من أجل إعادة التوطين الدائم للسنة الثانية على التوالي. ومن شأن القيام بذلك أن يكون تنصلا آخر من التقاليد الأخلاقية للبلاد في توفير ملاذ لمن ليس لديهم فرصة لمستقبل في بلدانهم الأصلية.
وقد تذبذب عدد النازحين الذين تقبلهم الولايات المتحدة لإعادة توطينهم فيها على مر السنين، حيث إنهم يتزايدون
أو ينخفضون مع المد العالمي للكوارث وعدم الاستقرار السياسي. ويُذكر أن خفَّض الرئيس السابق باراك أوباما في البداية الحد الأقصى إلى 70 ألفا، ولكن في العام الماضي ارتفع إلى 110 آلاف استجابة للأزمة الإنسانية حول وعبر البحر الأبيض المتوسط. وعلى الرغم من ذلك، خفض الرئيس دونالد ترمب، على الفور تقريبا حد السقف الأقصى إلى 50 ألفا، والآن تريد إدارته خفضه إلى 40 ألفا أو أقل في الميزانية العامة التي تبدأ في الأول من أكتوبر المقبل.
ومما يؤسف له أن إعادة توطين اللاجئين أصبحت متشابكة في أذهان الكثيرين مع سياسة الهجرة العامة التي تمنح بشكل قانوني الإقامة الدائمة لأكثر من مليون شخص سنويا. بينما تتطلب الهجرة إعادة توطين أكثر من ذلك. وقد قادت الولايات المتحدة تاريخيا العالم في إعطاء المشردين الأكثر يأسا فرصة بناء مأوى دائم لهم في البلاد.
وفي إطار هذه العملية يقرر مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين أن بعض المشردين ليس لديهم توقعات معقولة بالعودة إلى أراضيهم الأصلية. وبعد عملية تدقيق موسَّعة، تشير مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إلى أفراد تعتقد أنه تتوافر فيهم أفضل الفرص للنجاح.
وقد تم فحص اللاجئين المشار إليهم مرة أخرى من قبل وزارتي الخارجية والأمن الداخلي، فلم يثبت تورط أي من الثلاثة ملايين لاجئ الذين تم توطينهم في الولايات المتحدة منذ عام 1980 في مصرع أي شخص نتيجة عمل إرهابي.
وعلى الرغم من أولئك الذين يعتقدون أننا يجب أن نشدد حراسة الحدود ونقلل من الهجرة القانونية وغير القانونية، فإن أميركا يجب أن تكون ملجأ للأشخاص اليائسين الفارين من الاضطهاد، وبالطبع ليس جميعهم. ولكن عندما يواجه العالم أزمة لاجئين من الحجم الحالي، فينبغي أن نفتح الأبواب لإيواء المزيد من اللاجئين اليائسين، وليس أقل.