أعلنت وزارة الصحة خلال الأيام الماضية تسجيل عدد من الحالات المصابة بالكوليرا في قطاع بني مالك بجازان. وكانت الحالات التي تم تسجيلها كحصيلة أولية هي لغير سعوديين عبر الحدود المتاخمة لدولة اليمن، فتم التعامل معهم مع الجهات المعنية، ومن ثم تقديم الإجراءات التشخيصية والعلاجية والوقائية من قبل العاملين بصحة جازان.
 وحقيقة فإن اكتشاف حالات كوليرا على الحدود اليمنية قد يعد أمرا مقبولا لاسيما في ظل وجود عدد من النازحين والمتسللين بسبب أوضاع الحروب والمرض والأحزاب التي تعصف باليمن. كذلك فإن الإعلان عن الكوليرا يجب ألا يتسبب في مخاوف مبالغ فيها داخل المجتمع الجازاني. فالمرض ينتقل عن طريق المياه والمأكولات الملوثة وانعدام خدمات الصرف الصحي، وهذه عوامل مرضية غير موجودة في جميع محافظات المملكة.
 ويظل هناك عاملان يجب التنبه لهما، أولهما محاولة دخول الحالات المجهولة والمأكولات والمشروبات الملوثة، والعامل الآخر استمرار التعاون الفاعل بين الجهات الحكومية حيال الرصد والاكتشاف المبكر. لمنطقة جازان تجربة قبل أكثر من عقد من الزمن مع وباء حمى الوادي المتصدع، والذي كان مرضا فيروسيا لا علاج ولا لقاح له بعكس وباء الكوليرا.
كانت تجربة حمى الوادي المتصدع مريرة لاسيما في ظل إعطاء معلومات غير دقيقة، فمثلا كانت الأخبار تتحدث عن اكتشاف وباء حمى الوادي المتصدع بجازان، والحقيقة أن المرض تم اكتشافه عام 1931م في كينيا. وتم تسجيل ظهور المرض بعد ذلك في عدة أماكن قبل ظهوره في بعض محافظات المملكة. ويروي الدكتور طارق مدني (أول من شخص سريريا ذلك المرض) لصحيفة الجزيرة في عددها ليوم الأحد الموافق 30 شعبان 1421 جهود وزارة الصحة في ذلك الوقت لمواجهة تلك الحمى، فيقول: إنه في يوم 11/‏ 9/‏ 2000 تم الإبلاغ عن مرض غريب بمنطقة جازان تمثلت أعراضه في إسهال وحمى ومضاعفات نزفية، وأضاف أن فريق الوزارة كان خلال خمس ساعات بالمنطقة، وتمت زيارة المرضى وأقاربهم واكتشاف العلاقة بين المرض والناموس وحالات النفوق في المواشي والأغنام، فتم تشخيص الحالات بناء على هذه المعطيات بأنها حمى الوادي المتصدع. ولكن هل كان هذا الظهور الأول للمرض؟ للحديث بقية.