وصف متخصصون، الملتقى الأول للآثار الوطنية في المملكة الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في 7 - 9 نوفمبر المقبل، بمدينة الرياض بـ(الحدث الوطني الكبير) والمهم للاحتفاء بالآثار والعناية بها، وفرصة كبيرة لالتقاء المهتمين بآثار المملكة لتبادل الأفكار والرؤى وتوفير منصة نقاش وحوار في مجالات الآثار والتراث العربي السعودي، مشيرين إلى أن الملتقى تحت مظلة (برنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة) بالتعاون مع عدد من مؤسسات الدولة، سيكون مكملا لأهداف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ويمثل إضافة إلى برنامج خادم الحرمين للعناية بالتراث الحضاري.
دعم التراث الوطني
قال أستاذ الآثار الدكتور أحمد الزيلعي، الملتقى يعد ظاهرة ثقافية وتراثية ومناسبة علمية على المستوى الوطني للتعريف بتاريخ المملكة التليد وحضارتها الزاهية وإبراز الجهود التي بذلتها الدولة ممثلة في الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني في المحافظة وصيانة تراثنا الوطني وعرضه في المتاحف والمعارض للتعريف بمكانة المملكة التاريخية والحضارية، مشيرا إلى أن الملتقى سيشكل أهمية خاصة للعاملين في مجال الآثار كونه فرصة للمشاركين للتعرف بما يجدّ من اكتشافات حديثة ونظريات جديدة في علم الآثار بجانب الجهود المبذولة في ميدان البحث والتنقيب الأثري في المملكة. وأكد أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله- للملتقى تعد دعما لتراثنا الوطني وتشجيعاً للدارسين والباحثين في تاريخ المملكة وتراثها وحضارتها، لافتا إلى أن كل كلمة أو تصريح أو تعليق سيصدر من لدنه - أيده الله - سكون له الأثر الطيب في نفوس المشاركين في الملتقى والعاملين في قطاع التراث الوطني، حيث ينبغي أن يوظف كل ما يصدر عنه التوظيف السليم لخدمة الأهداف التي من أجلها يعقد هذا الملتقى، مشيراً إلى أنه - أيده الله - معروف باهتمامه بالتاريخ والآثار والتراث والثقافة بصورة عامة.
وأبان الزيلعي، أن الملتقى يأتي ليكون بمثابة حلقة جديدة في منظومة هذا البرنامج المهم الذي تضطلع به الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، وسيشكل دعماً قويّاً لها في جهودها لتوظيف أهداف هذا البرنامج في العناية بموروث المملكة الحضاري.
تأسيس كيانات تخصصية
أكد عالم الآثار الدكتور عبدالله المصري، أن الملتقى سيبرز أهمية الثقافة العامة عن معاني الآثار بين مختلف طبقات المجتمع، كونه يسهم في الوعي بصفة خاصة بآثار وتراث المملكة، كما أنه سيمثل باكورة التجمع الشامل للمختصين الآثاريين ولجميع العاملين في المجال، وسيؤسس لكيانات تخصصية مختلفة تنطوي تحت رمز وشعار الملتقى، وبداية لتحسين أوضاع ونشاط الكوادر التخصصية فيما بينها. ونوه بالدور الذي سيلعبه الملتقى في دعم العمل الأثري في المملكة عبر تكريس الحوار بين الأخصائيين الوطنيين والعالميين على المحاور المهمة في الكشف المتواصل عن الآثار القديمة من مختلف الحقب الزمنية من خلال البحوث والتقارير التي ستقدم في الملتقى وفعالياته، لافتا إلى أن علم الآثار يعتمد في تطوره على عدة علوم، منها الفيزياء والكيمياء والتاريخ وغيرها، حيث ستنبثق عن الملتقى العديد من الأطر الأكاديمية المتخصصة تجمع بين الأخصائيين الأثريين والأخصائيين من مختلف العلوم الأخرى. وأبان أن الملتقى سيعزز المفهوم العام لدى المواطن عن الفكرة الأساسية للعناية بالتراث الحضاري، وتجذير حس الانتماء والوطنية عبر مفاهيم الرموز التاريخية والموروثات المشتركة بين مختلف المناطق.
تكريم الرواد وتقدير الجهود
أوضح عميد كلية السياحة والآثار الدكتور عبدالناصر الزهراني، أن الملتقى الأول للآثار الوطنية يعد فرصة كبيرة لوضع آثار المملكة وتراثها في بقعة الضوء، مشيراً إلى أن الملتقى سيكون واحداً من أكبر الملتقيات والمؤتمرات المتخصصة في الآثار على مستوى العالم، حيث إنها المرة الأولى في المملكة التي يتم فيها تنظيم ملتقى أثري دولي بهذا المستوى، ويمثل الملتقى أهمية كبيرة لكل المشاركين، حيث يمثل بعداً معنوياً للعاملين في مجال الآثار في المملكة حين ينقل جهودهم ليراها الناس مما يدفعهم إلى بذل المزيد، لا سيما أن الملتقى سيقوم بتكريم رواد العمل الأثري في المملكة.