لايبدوالاهتمام ببطولة أمم آسيا المقبلة في الطريق على مستوى الطموح، وكأن البعض لا تعنيهم أهمية تحقيق الأخضر لها بعد أن غابت كأسها عنه لثلاث دورات متتالية كانت مرتان منها في النزال النهائي عامي 2000 و2007، وهي السنة التي قلنا فيها عن منتخب أنجوس إنه منتخب الأحلام بعد وصوله للمباراة النهائية وتفوقه على اليابان الأكثر تنظيماً واحترافية! لكن ما الذي حدث لمنتخب الأحلام هذا، فقد تبخر وتفتت سريعاً، ورحل مدربه كالعادة، وتولى المهمة صاحب الدفتر أو النوت بوك المدرب ناصر الجوهر، إلى أن جاء أحمد عدوية عفواً أقصد المدرب البرتغالي بيسيرو الذي كلما رأيته تذكرت الفنان الشعبي المصري عدوية فهو يشبهه كثيراً في ملامحه وتقاطيع وجهه!! لكن هذا ليس موضوعنا.
المهم أن بيسيرو الذي كان طموحه كأس الخليج في إشارة واضحة على مدى همته نحو العلياء والمجد، وبعد ذلك غير خطته وشارك بما يقال إنه الصف الثاني أو الرديف ليوحي أنه يفكر في كأس آسيا، وقد ضرب الحظ مع المنتخب الرديف ليكرر الإعلام العاطفي مصطلح منتخب الأحلام وهو منتخب لن يعمر طويلاً لأنه مجرد حلم سرعان ما يتبخر في الواقع وفي تقلبات الأمزجة الإدارية والفنية في المنتخب الوطني سواء الذين داخل المنتخب أو الذين خارجه!! ثم إن دورة الخليج على الرغم من أهميتها إلا أنها بطولة ضعيفة وليست مقياساً للتفوق أو القوة! فغداً في الدوحة سنقابل منتخبات تبحث عن الكأس مثلنا تماماً واستعدت جيداً وفق خطط وتنظيمات ونزالات ودية قوية جداً وليست مثل معسكراتنا وتجاربنا التي اخترعها البرتغالي بأن يلعب مباراتين في يوم واحد بتشكيلتين مختلفتين!.
وبيسيرو عاشق للمعسكرات فهو منذ 7 أشهر وهو يتنقل بين هذا المعسكر وذاك النزال داخلياً وخارجياً!! وقد وصفت هذه الطريقة بأنها تشبه طريقة طلاب الانتساب في الجامعات الذين يحضرون الدورات التأهيلية الاختيارية في بداية العام الدراسي أي قبل الامتحانات بشهور، فيشعرون أنهم نالوا فائدة عظيمة إذ عرفوا طريقة الأسئلة وفهموا بعض ما قد يستغلق عليهم في المقررات، لكنهم سرعان ما يقولون يا ليت الامتحانات كانت بعد الدورة مباشرة أو أن الدورة التأهيلية ومدتها أسبوعان تتأخر إلى ما قبل الاختبارات النهائية بهذه المدة فهم سيحصدون نتائج باهرة كما يقولون لأن المعلومات والمعرفة والإحاطة بجميع ما درسوه، ستكون طازجة وما تزال باقية في أذهانهم!!.
أعود لمعسكرات بيسيرو وأقول إن أول بطولة شارك بها بعد هذه الجولة انتهت منذ أسبوع وهي غير رسمية، وبالمناسبة بيسيرو لم يفز مع المنتخب في نزال رسمي سوى في مباراتين فقط أمام إيران في طهران والإمارات في الرياض ومع ذلك فقدنا التأهل إلى جنوب إفريقيا، وسنفقد قريباً كأس آسيا إذا استمر هذا المدرب، لأنه لا يمكن الجزم باستمرار أي تشكيلة يختارها لأنه، كا أشرت، مهما أقنعنا أو حاول أن يقنعنا أنه هو الذي يختار اللاعبين فإننا لن نصدقه أبداً وإلا هل من المعقول أن يكون لاعبون احتياطيون في أنديتهم أهم وأفضل من أسماء مستبعدة ولها حضور قوي! والغريب أن في دورة الخليج الأخيرة كان لاعب موهوب اسمه يحيى الشهري احتياطيا في كل المباريات ولم نره يلعب أبداً ولم يأخذ فرصته كما أخذها عبدالعزيز الدوسري!
لا أعترض على خطط المدرب فهذا ليس شأني وهناك مدربون قادرون على كشف إمكانياته، ولكن كل ملاحظاتي عليه كمتابع ومهتم بالمنتخب أنه مدرب بلا قرار، ومن لا يملك قراراً لن يتقدم كثيراً لا هو ولا المجموعة التي يقودها!!
وإذا لم يرحل المدرب الآن فهو راحل لا محالة مع بداية أمم آسيا 2011 في الدوحة والبديل أبو الفزعات ابن الوطن!!