أيام حالكة عشناها الأسبوع الفارط، وتحديداً بعد تواري الأخضر السعودي أمام مضيفه الإماراتي في المشوار المؤهل لنهائيات كأس العالم.
 الخسارة التي فتحت آفاقا واسعة من النقد الذي انتهى آخر فصوله البارحة بعد صافرة النهاية التي جمعت منتخبنا باليابان، حيث تجلى فارسا الرهان اللذان حجزا المقعدين في مونديال روسيا، وبذات الوقت المنتخب الذي سيعاود محبوه جلد الذات من جديد في صراع الملحق.
النهاية الدرامية التي أسدل ستارها أمس فصولها لن تنته، وفي الأثناء انفتحت صفحات جديدة تتمثل في استعدادات ممثلي الكرة السعودية في المنافسات الآسيوية على صعيد الأندية الهلال والأهلي، اللذين خرجا بتعادلين متباينين في نزال الذهاب، فالسلبية الزرقاء وضعته أمام منعطف لا مجال فيه سوى الفوز، في حين أن الأهلي قد يكون أفضل حالا للحلول المتعددة التي يمتلكها وتتمثل بالتعادل السلبي أو بهدف لمثله إلى جانب الفوز الذي يعد الفيصل في تلك الاحتمالات التي ترجح كفته أمام الإيراني، ولا يمكن أن نتجاهل الأرض والجمهور وهما يعززان حظوظ الهلال، وهو يستضيف العين بالدرة، ويمنحانه دافعا للوصول لدائرة الفوز، في حين أن الأهلي وعلى الرغم من كون المواجهة على أرضه إلا أنه خارج الديار يقارع عن بعد ومشاعرنا معه رغم بعد المسافة.
 الأسماء العديدة التي مثلت منتخبنا الوطني من الأهلي والهلال أتمنى أن تطوي صفحة التراجيديا التي عاشتها في مشوار التصفيات المؤهلة لكأس العالم، وتسلخ ثوب الألم، وتتجاهل الانتقادات لأن المهمة المقبلة للفريقين حساسة وتحتاج للتركيز وعدم خلط الأوراق، خاصة وأن الفريقين أضاعا الفوز ذهاباً وبأخطاء من المدربين، فالهلال كانت كل الفرص متاحة أمامه للتسجيل، في حين أن مدرب الأهلي أخفق في الحفاظ على التقدم في الرمق الأخير، عندما سحب مفاتيح التفوق ومنح الخصم إدراك التعادل.
 بقى أن نؤكد أن الاتحاد الآسيوي ميال للفرق التي تملك صوتاً قوياً داخل دهاليزه، والإماراتي والإيراني يحظيان بذلك، واكتوى الهلال ذات مرة بنار الكيل بمكيالين، وبالتالي نخشى من أخطاء الصافرة التي قد تعصف بآمال ممثلي الكرة السعودية، ونتمنى أن تغيب تلك الأجواء التي انكشفت ألاعيبها السابقة، وتجلت بوضوح مع رائحة النتن خلال فضائح الفيفا والاتحاد الآسيوي.
 الهلال والأهلي مؤهلان لبلوغ المرحلة المقبلة والوقوف على ناصية دور الأربعة، ومتى ما تحقق ذلك سيتضاعف الأمل بعودة الكأس الآسيوية الغائبة، لأن هناك فريقا سعوديا لا محال سيكون طرفا بالنهائي.