من أركان الإسلام الحج إلى البيت الحرام مرة واحدة في العمر على المسلمين القادرين ماديا وجسديا، أي لمن استطاع إليه سبيلا.
هكذا فعل الأسوة والقدوة «محمد بن عبدالله»، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، حينما حج حجة الوداع في آخر حياته الشريفة، وألقى بها خطبته الجامعة المانعة.. كانت حجته الوحيدة وهو ابن مكة المكرمة، وساكن المدينة المنورة، والمسافة بينهما محدودة.
إذًا كانت حجة الفرض واحدة، وما عداها من الحجج نوافل، كان على المسلم الحاج أن يتقرب إلى الله تعالى بالتنازل عنها لغيره من إخوانه في كل أصقاع العالم، يُعدّون بالمليار ونصف المليار، يتجشمون متاعب السفر والانتقال متلهفين إلى أدائها.
إن المكان والزمان يفرضان العدد المحدود من الحجيج كل عام، فلا داعي إلى الحج بدون تصريح، ومحاولة التهرب من القوانين ومزاحمة المضطرين.
العيد السعيد يذكرنا بالتضحية التي قام بها خليل الرحمن «إبراهيم» وفلذة كبده «إسماعيل»، عليهما السلام، حينما لبى الأب الشفوق أمر خالقه بذبح ابنه وتله للجبين فداه الرب العظيم بكبش من الجنة دليل الرضوان والمغفرة، وصارت سنة، ومنها جاء نبي الهدى بالدين الحنيف تأكدت في الإسلام وصارت من مناسك الحج.
احتفاؤنا بالعيد تجديد لذكرى أبي الأنبياء وابنه «إسماعيل» اللذين أقاما قواعد الكعبة المشرفة، واحتسبا ما فعلاه من التضحية «والجود بالنفس أغلى غاية الجود»، ومشاركة للمسلمين الحجاج، واحتفاء بالمناسبة الكريمة واجتماع شمل الأسرة والأصدقاء والأحباء والجيران على طاعة الرحمن والشكر له سبحانه وتعالى.. كل عام وأنتم بخير.