محمد فراسر-رحيم* ومنى عادل**
كشفت نشرة استخباراتية مشتركة بين مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووزارة الأمن الداخلي أن المسيحيين المتطرفين البيض كانوا مسؤولين عن 49 جريمة قتل في 29 هجوما، في الفترة ما بين 2000 و2016، أي أكثر من أي حركة محلية متطرفة أخرى.
في 26 مايو وبولاية أوريجون، وجَّه جيرمي جوزيف كريستيان، الذي كان معروفا للشرطة بخطاب كراهية البيض للمسلمين، إهانات عرقية ودينية لامرأتين مسلمتين من أصول سوداء، وعندما حاول شخصان ريك بيست وتاليسين نامكاي، منع المهاجم من مضايقة المرأتين بادر بطعنهما متسببا في موتهما.
وفي 20 مايو وبولاية ماريلاند، كان الشاب كولينز (23 عاما)، الذي تم تقليده برتبة ملازم ثان بالجيش الأميركي، تفصله أيام قليلة على التخرج غير أنه تلقى طعنات مميتة أثناء تواجده بمحطة الحافلات على يد شاب يدعى شون أوربانسكي، نظرا لوجود علاقة بين منفذ الجريمة وإحدى المجموعات المؤمنة بتفوق العرق الأبيض على شبكة «الفيسبوك».
وفي هذا الأسبوع، دافع رئيس جامعة ليبرتي في فيرجينيا جيري فالويل وهو شخصية إنجيلية بارزة، عن ترمب لإلقائه لوم أعمال العنف في «شارلوتسفيل» بولاية فيرجينيا على «العديد من الأطراف»، بالقول إن ترمب «لديه معلومات داخلية ليس لدينا». وفي وقت لاحق قال فالويل إن الرئيس ترمب على حق عندما دان جماعات القوميين البيض والنازيين الجدد بالاسم في أحداث العنف الأخيرة بولاية فيرجينيا، عبر خطاب له من البيت الأبيض. ووصف الهجوم بأنه عنصرى، قائلاً «جماعة القوميين البيض»، وجماعة «كلو كلوكس كلان» العنصرية وغيرهما من جماعات الكراهية الأخرى البغيضة.
الآن أكثر من أي وقت مضى، يجب على كل من المجتمعات المسلمة والمسيحية معالجة موقفها من هذه الأجزاء الفرعية الأصولية المتعصبة في وسطهم. في حين أن المتفوقين البيض لا يمثلون أميركا، ولا الجهاديين يمثلون جميع المسلمين، فيجب أن نكون حذرين من عدم فصل العقائد الوهمية. وكما رأينا كثيرا، فإن هؤلاء الأفراد اليائسين يمكن أن يكونوا قتلة على قدم المساواة.
وبما أن التوترات ترتفع فإن أي إنكار للتحديات الداخلية وعدم الرغبة في مواجهة الانقسامات والتمييز العنصري والجنسي، يمكن أن يكون لهما عواقب وخيمة. ومثلما يجب على المسلمين أن يدينوا الجهاديين الإسلاميين دون سرد تظلمهم، يجب على المسيحيين البيض أن يدينوا جماعة «كلو كلوكس كلان» العنصرية والنازيين الجدد، وغيرهما من الجماعات القومية البيضاء دون إضافة تحذير من «العديد من الأطراف».
*المدير التنفيذي لشؤون أميركا الشمالية بمجلة كيليام الدولية
**باحثة استراتيجية إعلامية بمجلة كيليام الدولية
مجلة (نيوزويك) – الأميركية