في وقت أجمع فيه المسلمون بمختلف مذاهبهم على أن القرآن الكريم هو الهدى الذي لا ريب فيه، حصلت «الوطن» على مقطع مسجل بالصوت والصورة، للقيادي بجماعة الحوثي الموالية لإيران، يحيى أبوعواضة، ينتقص فيه من القرآن، وطالب علماء بضرورة التصدي لتحريف إيران للقرآن الكريم.
لم يكتف الحوثيون بعد وصولهم إلى صنعاء وسيطرتهم على المدن بتهديد المصلين ومنع صلاة التراويح، بل وصل الأمر بهم إلى تدمير دور حفظ القرآن الكريم، وإحراق المصاحف وكتب الحديث والمكتبات الإسلامية، لينتقلوا إلى مرحلة أخرى وهي انتقاص القرآن، وتفخيخ المساجد وتدميرها.
يأتي ذلك في وقت قامت إيران بطباعة مصحف محرف تمت صياغته وفقا للأهواء والطرق الإيرانية، وإرسال عدد كبير من نسخه إلى المدارس اليمنية في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون.
وكانت «الوطن» قد كشفت في أعداد سابقة، تهريب عدد من المصاحف التي تم تحريفها في طهران وإرسالها إلى اليمن، فيما واصل الحوثيون إنكارهم تلك الحقائق إلى جانب تكذيبهم محاولاتهم استهداف مكة المكرمة بعدد من الصواريخ.
هدى وبشرى للمؤمنين
من المعروف أن القرآن هو الهدى الذي لا ريب فيه لقوله تعالى (ذلك الكتاب لا ريب فيه)، وهو المصدق لكتبه السماوية التي يعتبر التصديق بها من أركان الإيمان، وهو هدى وبشرى لأهل الإيمان لقوله تعالى (مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين)، ومع ذلك تخرج بعض الفرق بآراء شاذة حول القرآن في وقت أجمع فيه المسلمون بمختلف مذاهبهم على القرآن الكريم.
دليل بالصوت والصورة
ومع ذلك فقد حصلت «الوطن» على مقطع مسجل بالصوت والصورة، نشر عبر قناة «المسيرة» التابعة للانقلابيين، وكان المتحدث فيه القيادي الحوثي، يحيى قاسم أبوعواضة، الصديق المقرب من حسين بدرالدين الحوثي وتلميذه والباحث المختص في مشروعه، حيث ظهر «أبوعواضة» عبر تلك القناة منتقصا القرآن الكريم، وقال «إن المشكلة التي وقعت فيها الأمة أنها قدمت القرآن كتابا مبتذلا، لم يعد له ارتباط بقرائه من أهل بيت النبي صلوات الله عليه وعلى آله وسلم، وبالتالي طلع القرآن ليس فقط كتابا ناقصا، وإنما طلع أعمى، نجد الظالمين يستفيدون من القرآن في ظلمهم للناس، والمجرمين يستفيدون من القرآن في إجرامهم، والمفسدين يستفيدون من القرآن في فسادهم، بل وصلت المسألة إلى أن يقدم الله من خلال كتابه أسوأ من الشيطان، يقدم الله مصدر القبائح، يقدمون الله أنه مصدر قبيح أنه من خلق المعصية، فاستخدم القرآن لتقديم الله بهذا الشكل، أسوأ من الشيطان لأن الشيطان يوسوس، بينما يقدمون الله أنه جاء ليخلق المعصية، فأيهما أسوأ من يوسوس أم من يخلق المعصية».
التعبير عن الأسياد
قال مصدر لـ«الوطن»، إن منتقص القرآن«يحيى قاسم أبوعواضة»، لايزال مقربا حاليا من عبدالملك الحوثي، وهو الذي ينطق بما في صدور أسياده من الحوثيين، موضحا أن ما ذكره عبر قناة المسيرة، من إساءة إلى القرآن الكريم، يمثل جزءا يسيرا مما يدور في مجالسهم الخاصة وينشرونه بين أتباعهم.
وأضاف أن «الحوثيين يسخرون من القرآن الكريم، ويدنسونه، ويعاقبون من يوجد مصحف معه، وتلك حقائق يعرفها المقربون منهم وناصرهم»، مبينا أن الحوثيين يبحثون عمن يحفظ كتاب الله لإيداعه السجن أو قتله، ويعكفون حاليا على تحفيظ أنصارهم وصغارهم مصاحف إيران المهربة إليهم.
إساءة أدب
أوضح نائب رئيس رابطة علماء اليمن الشيخ أحمد المعلم في تصريحات إلى «الوطن»، أن ما ذكره «أبوعواضة»، هو كلام تكفيري ناتج عن ولائه للحوثيين، وقال «إنه لا يستغرب ذلك، فقد سبقه حسين بدرالدين بتسمية القرآن مبتذلا، كما أنه تكلم عن السنة بما يلغيها ورفضهم لها، ومن كان مستهينا برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته ليس غريبا عليه أن يصدر عنه ما يكون فيه إساءة أدب مع الله سبحانه وتعالى، وهذه الكلمات كفرية عن أي شخص تصدر عنه».
وأضاف المعلم أن هدم الحوثيين للمساجد ليس عبثا وليس نزوة حقد وعدوان، بل صادر عن عقيدة لأن المنظرين لهم مثل عبدالله بن حمزة وغيره، يعتبرون أن المساجد التي لا تحمل فكرهم ولا التعبير عن منهجهم ولا الصلاة على طريقتهم تعتبر مساجد ضرار، وهدم مساجد السنة بالنسبة لهم تقرب من الله سبحانه وتعالى، لذا يحملون الأمور حسب رغباتهم وإراداتهم.
تصدير الفكر المنحرف
ذكر المعلم أن تهريب إيران للمصاحف إلى اليمن بنهجها وفكرها ومذهبها المنحرف، استهدف إلى جانب تصدير ثورتها، تصدير فكرها ومنهجها المخالف لمنهج الله ورسوله وأهل السنة، مشيرا إلى أن إيران عملت على ذلك في صورة مصاحف مزورة ومحرفة، وكتب ملغمة بالأفكار الضالة.
وقال «إن الكثير من المراقبين والباحثين كشفوا أن يحيى الحوثي المسمى وزير التربية أمر بتغيير في المناهج الدراسية، وهذا الأمر خطير جدا على الأجيال القادمة، وبالتالي لابد من أمرين أولهما الحزم لإنهاء تمددهم، والثاني تجريد تلك الأفكار بعد انتصارالشرعية»، داعيا إلى مواجهة هذه الألغام الفكرية بكل الوسائل حتى في المناطق التي يسيطرون عليها، من خلال خطة فكرية صحيحة للقضاء على هذا الفكر الضال الذي تريد إيران نشره عبر أذنابها الحوثيين في اليمن.
رأي الزيدية
قال أحد علماء الزيدية عضو الهيئة العليا لمركز التراث والبحوث اليمني، محمد يحيى عزان، في تصريحات إلى «الوطن» إنه استمع لمقطع «أبوعواضة»، ويعرف جيدا أن عقيدة الحوثيين ترى أن القرآن لا ينفع بدون قيمومة أهل البيت عليه، وهذا خلاف ما عليه علماء الزيدية.
وأضاف عزان أن غالبية متشددي الشيعة ومنهم الجارودية، والحوثية يقولون إن القرآن لا ينفع بدون أهل البيت، لافتا إلى أن القول بأن القرآن لا ينفع ولا يفيد إلا مع وجود أهل البيت قول مرفوض لأن القرآن هو مصدر الهداية، ويفترض في أهل البيت أن يكونوا تبعا له لا قيمين عليه، مؤكدا أن الزيدية لا تتفق مع من يقول بأن القرآن كتاب أعمى، إذا لم يكن معه أهل البيت، وتعتبر ذلك انتقاصا قبيحا من القرآن.
أبرز انتهاكات الحوثيين في المدن اليمنية:
01- الهجوم على دور حفظ القرآن الكريم
02- حرق المصاحف ودار الحديث والمكتبات الإسلامية
03- منع صلاة التراويح في المساجد
04- خطف العلماء وسجنهم
05- تفخيخ المساجد وتفجيرها
06- استقبال مصاحف إيرانية محرفة
07- استهداف مكة المكرمة بالصواريخ