انتقل إلى رحمة الله تعالى رائد العمل الخيري بالمملكة رجل الأعمال الشيخ محمد بن إبراهيم السبيعي، وصلي عليه أمس في جامع الملك خالد بأم الحمام ودفن في مقبرة الدرعية.
وأعرب رئيس مجلس إدارة شركة ماسك إبراهيم بن محمد بن إبراهيم السبيعي عن شكره الجزيل للأمراء والوزراء، والعلماء والمشايخ، ورجال الأعمال وكبار المسؤولين، الذين قدّموا له ولإخوانه التعازي الصادقة والمواساة الحسنة في وفاة والدهم رجل الأعمال محمد بن إبراهيم السبيعي – رحمه الله – مما كان له الأثر الكبير في التخفيف من مصيبتهم في الفقيد.
وعدد إبراهيم السبيعي شيئا من مناقب والده –رحمه الله–، موضحا أنه بتوفيق من الله تعالى سجل مسيرة حافلة ومميزة في بناء العمل التجاري المؤسسي، كما أحدث –رحمه الله– نقلة نوعية أخرى في مجال إدارة العمل الخيري باحترافية ومهنية عالية، توفر للمحتاج والمعوز خدمات متخصصة وفق آليات مقننة تكفل له الرعاية الدائمة وتسهم في إيجاد حلول ومعالجات جذرية لمشكلة الفقر.
وأكد إبراهيم السبيعي أن مسيرة والده تميزت بحب الخير للناس، وانفتاحه على الجميع بعلاقاته الأخوية والإنسانية المتميزة وأخلاقه الطيبة التي عُرف بها، محبا للتكافل الاجتماعي وراعيا للمحتاجين والمعوزين، ومساهما في مشاريع الخدمات الأساسية.


- وُلد الشيخ محمد بن إبراهيم السبيعي في مدينة عنيزة عام 1915 في بيئة قاسية فقيرة، وعندما بلغ الحادية عشرة من عمره زادت قسوة عند وفاة والده، فرافق عمه ناصر السبيعي إلى مكة طلباً للرزق، ورغم الصعاب التي واجهته والظروف الاقتصادية التي كانت تعيشها المنطقة، إلا أنه من خلال عمله الجاد وقوة شخصيته أصبح رجل أعمال ذكيا تحترم أمانته ونزاهته، كما تميز ببراعته في الشعر والذائقة الأدبية الراقية، مما عزّز مكانته الاجتماعية المرموقة التي زادها بتواضعه وكرم أخلاقه وحبه لعمل الخير والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.

- ومع مطلع الثمانينات الميلادية والطفرة الاقتصادية التي عاشتها المملكة، برز الدور الوطني الرائد للشيخ محمد في بناء اقتصاد المملكة الناشئ، حتى أصبح أقوى الاقتصادات إقليمياً وعالمياً، فتعايش الشيخ مع التغيرات الطارئة للمجتمع الناتجة عن الطفرة الاقتصادية، فبرز دوره الاجتماعيّ والخيريّ، فأصبح رائداً للعمل الخيريّ بالمملكة.

- وتوّج هذه الريادة عام 2004، من خلال إنشاء «مؤسسة محمد وعبدالله السبيعي الخيرية» ليحدث نقلة نوعية في العمل الخيريّ ليصبح عملاً احترافياً يقدّم للمحتاج والمعوز خدمات متخصصة وفق آليات مقننة تكفل له الرعاية الدائمة، وتسهم في إيجاد حلول جذرية لمشكلة الفقر، ولحرص الشيخ على نجاح المؤسسة فقد خصّص لها أصولاً تتجاوز مئات الملايين من الريالات، لتكون ركيزة أساسية في دعم ومساندة المشاريع والأعمال التي تقدمها المؤسسة.