متعب الرميحي

هنا في هذه الحياة طريق عشوائي نسلكه جميعا ولكن بنِسَبٍ متفاوتة.
وهو ناتج عن التفكير الجمعي. وأقصد بالتفكير الجمعي تلك الأفكار التي تؤْمِن بها الفئة العظمى من المجتمع.
 فمصطلح «الخطأ الدارج» صورة سلبية من صور التفكير الجمعي. فالأخطاء الدارجة هي بداية لشرعنة الخطأ وقلبه إلى صواب.
 على سبيل المثال، لكي تكون منغمسا في المجتمع المتحضر عليك أن تؤمن بأهمية السكن في الأحياء الراقية، والمدن المتطورة أكثر من العيش في الأرياف الهادئة والمدن الصحية.
 بالرغم من أن الأحياء الراقية ذات كلفة عالية والمدن المتطورة مليئة بالتلوثات المناخية والصحية والصوتية بعكس المدن الصغيرة. ولكنه خطأ دارج وعليك أن تؤمن به وتتبعه إذا ما أردت اللحاق بركب الحضارة المزعومة. فالتفكير الجمعي، يجعلك تفكر في ما يعجب الناس وإن كان خطأً فإنه لا يضر لأنه سيعتبر من الأخطاء الدارجة.
لطالما سقنا أنفسنا إلى الأخطاء بذريعة أن هذا هو الدارج والمتعارف عليه. لقد غاب في أنفسنا التفكير الفردي بسبب التسليم لتفكير المجتمع أو ما يسمى بالتفكير الجمعي. لا يوجد ذنب أقبح من شرعنة الخطأ وجعله صوابا. ولا يوجد غياب أشنع من غياب التفكير.