أنادي جميع الشباب المتعثرين في الحصول على وظائف ملائمة لتخصصاتهم ومستوى تعليمهم، أن يجدوا حلا بديلا لتطبيق ما تعلموه خلال سنوات الدراسة، وإن كان الحل غير تقليدي

البطالة الراقية، مصطلح حديث يطلق على حملة الماجستير والدكتوراه من الذكور والإناث، إذ يقارب تعدادهم الـ20 ألف عاطل وعاطلة، حسبما كشف عنه إحصاء وزارة الخدمة المدنية مؤخرا، ونشره بعض وسائل الإعلام.
في هذا الصدد، لفتتني مبادرة فريدة من نوعها لإلغاء بطالة حاملات الشهادات العليا بصورة فعالة، وذلك عن طريق توظيف جميع التخصصات العلمية والأدبية ضمن المبادرة التي أطلقها مركز التميّز البحثي العام الماضي، والتي أخذت بأيدي بنات الوطن إلى النجاح والتميّز الحقيقي في حياتهن. فلم أستطع أن أتمالك نفسي وأبحث أكثر عن تفاصيل المبادرة.
بفضل الله، ثم بمثابرة فتاتين هما: الأستاذتان رشا الكليبي، وبشاير العصيمي، حيث استقبلا أكثر من 700 متقدمة سعودية، 90% منهن حاصلات على درجة الماجستير من الجامعات العربية والعالمية، بمعدلات مرتفعة ومراتب شرف أولى وثانية، وقامتا بتوظيف الطاقات اليافعة من جميع أنحاء المملكة لخدمة أبناء الوطن.
فكرة المركز بسيطة ومبتكرة في الوقت نفسه، وتكمن في إيجاد فرصة عمل لصاحبات المؤهلات العليا من المنزل، بتقديم المساعدة لطلاب الجامعات في مختلف التخصصات، وأبرز ما يميزهن هو عدم تقديم الخدمة الكاملة أي «الغش» بحل الواجبات أو تقديم أبحاث كاملة، فالهدف هو توفير المساعدة كعمل مراكز الطالب في الجامعات «student centers»، وتنظم الطلبات المستقبلة عبر البريد الإلكتروني «الإيميل»، والمنصات عن طريق تعيين مشرفة لكل مجموعة، والتي توزع المهام بالتساوي على العضوات، على سبيل المثال هنالك قسم اللغات والترجمة وقسم الرياضيات والحاسب.
أما تكلفة الخدمات تنافس الأسعار المقدمة من مراكز خدمات الطالب الجامعي، وتضاهيها جودة، لأنها بين أيادي مختصات وأكاديميات، فالمركز ليس لزيادة الدخل إنما مبادرة لتوظيف وتوجيه الطاقات التي لم تلقَ فرصتها بعد، وأنا على يقين أنهن سيجدن فرصا عظيمة بعد تنمية مهاراتهن بشكل أوسع، واستفادة جميع «الأكاديميات بوقف التنفيذ» من بعضهن بعضا.
إن وجود 42 تخصصا مختلفا يعد بمثابة أكاديمية افتراضية متوافرة على مدى 24 ساعة في الأسبوع كاملا.
من هنا، أنادي جميع الشباب المتعثرين في الحصول على وظائف في تخصصاتهم ومستوى تعليمهم، أن يجدوا حلا بديلا لتطبيق ما تعلموه خلال سنوات الدراسة، وإن كان الحل غير تقليدي على نهج مركز التميز البحثي.
ختاما، أنا أثق في قدرات شباب وشابات وطني، وأعلم أن لديهم الكفاءة، وكل ما يلزمهم للإبداع، ولو بعد حين، ما زال هنالك وقت كي نتميز.