كشفت مصادر من المعارضة السورية المسلحة، وجود عمليات فرار لقيادات من الصف الأول لتنظيم داعش المتشدد صوب مناطق ريفي حلب وإدلب، وذلك بعد العمليات العسكرية الخانقة التي تشنها ميليشيات قوات سورية الديمقراطية «قسد» في مدينة الرقة، آخر معاقل التنظيم في سورية.
وأوضحت المصادر أن العديد من القيادات الميدانية للتنظيم تركوا مناطق كانوا يسيطروا عليها في مدينة دير الزور، واتجهوا إلى الشمال السوري، مشيرة إلى أن الميليشيات الكردية قد تكون متورطة في تسهيل عبور هذه القيادات وخروجها من الرقة، مقابل مبالغ مالية محددة، الأمر الذي قد يربك حسابات القوى في مرحلة ما بعد تحرير الرقة.
ولفتت المصادر إلى أن من بين القيادات الفارة، أبا حمزة القرعاني، الذي كان يشغل منصب نائب أمير الحسبة في مدينة العشارة، بالإضافة إلى عدة شخصيات أجنبية أخرى تتوزع بين دول مناطق وسط آسيا.
تعزيزات تركية
في غضون ذلك، أكد نشطاء ميدانيون وصول تعزيزات عسكرية تركية كبيرة مساء أمس، إلى ولاية كليس المقابلة لمدينة عفرين السورية جنوبي الحدود التركية.
وأشارت المصادر إلى أن التعزيزات شملت ست شاحنات محملة بالمدافع، ومركبتين تحملان ذخائر، مرسلة من وحدات عسكرية مختلفة إلى الوحدات على الحدود، في وقت تسيطر على هذه المنطقة ميليشيات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
وكانت أنقرة قد أرسلت الأسبوع الماضي تعزيزات عسكرية إلى الحدود السورية التركية على الطرف المقابل لمدينة عفرين، فيما صرح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مؤخرا، بأن منطقة عفرين تشكل تهديدا على الأمن القومي التركي، وتعهد بمواصلة ملاحقة الميليشيات الكردية في المنطقة من خلال تطبيق قواعد الاشتباك. ويأتي هذا التصعيد بعد شعور أنقرة بأن الميليشيات الكردية باتت تتمدد في الأراضي السورية وتحاصر مدنا عدة، وهي تحركات تراها تركيا تهديدا لحدودها الجنوبية، وإمكانية إنشاء أقاليم حكم ذاتية تضاهي نظراءها في الأراضي العراقية.